كتب الناشط السياسي والخبير في شؤون الأمن الغذائي الدكتور فايز عراجي النص التالي على “فايسبوك”، عكس فيه خبرته في التعامل مع المصارف وموظفيها:

 ماذا كنتم لتفعلون؟

في العام2004، طالبنا المصرف الذي اقترض منه والدي مبلغاً من المال، باستكمال تسديد الكمبيالات او تسديد المبلغ بالكامل اثر وفاة الوالد.

وقد رفض في حينه الاعتراف بتأمين الحياة لاننا لم نكن نملك مستندات تثبت ذلك، مدعياً ان القرض منح للوالد دون كفالة تأمين حياة، علماً ان الوالد في حينه قد قارب السبعين من العمر. والمعروف أن تأمين الحياة شرط الزامي لأي قرض. كيف اذا كان الزبون متقدم في العمر. راجعنا مدير الفرع من دون نتيجة. راجعنا المدير الاقليمي الذي كانت زيارته لا تنقطع لمنزلنا لكنه نسي الخبز والملح وتهرّب. بعد مدة اضررنا الى بيع الملكية المرهونة للمصرف بأقل من ربع ثمنها كي نتمكن من تسديد القرض.

اليوم، ذهبت الى فرع المصرف المذكور لقبض حوالة مصرفية. الباب موصد بسبب الاجراءات التي عادت لتفرضها المصارف على زبائنها. وقفت تحت الشمس بانتظار دوري على الطاقة الصغيرة المفتوحة في الباب الحديدي المصفح. ظهر موظف آدمي بسيط أعرفه جيداً، وسألني عن حاجتي. ثم توجه الى الكونتوار لنقل الطلب الى الموظف المعني. سرقت النظر من الطاقة لاجد أنه توجه الى موظف متعجرف سبق لي أن اختلفت معه سابقاً. نادى علي الموظف الآدمي بعد ربع ساعة ليطلب مني توقيع ورقة القبض على الطاقة. اخذ الورقة وعاد في اتجاه ذلك المتعجرف. دقائق ثم عاد والمبلغ بيده. طلبت منه ورقة بأرقام الأوراق المادية “مش شغالة المكنة” هذه عادة ذلك المتعجرف وجوابه الدائم. متعجرف. تشبّع تماماً من عجرفة أصحاب المصارف. اخذت المبلغ وابتعدت لأعطي دوراً لزبون آخر. عددت المبلغ لأكتشف أنه زاد عن حقي ألف دولار أميركي. نعم ألف دولار أميركي. مرّ خلال هذه اللحظات شريط سريع أمامي. هذا المصرف ذاته سرقني منذ حوالي ٢٠ عاماً عندما لم يعترف بكفالة تأمين الحياة. والموظف الذي دفع المبلغ متعجرف وسيء المعاملة. وانا قبضت المبلغ ووقعت وانتهت معاملتي. هل أغادر مع هذه الزودة التي تشكل ١ على ٦٠ مما سرقني به المصرف؟ هل أغادر وألقّن ذاك المتعجرف درساً لن ينساه؟

لكنني لم أطاوع غريزتي بالانتقام من المصرف والمتعجرف. عددت المبلغ امام ذلك الموظف الآدمي ليكتشف أنه زاد ألف دولار عن المبلغ اللازم. حمله وعاد به الى ذلك المتعجرف ليناديه باسمه ويقول له في غلط. ثم عاد مع المبلغ الصحيح وشكرني “كان خرب بيتنا”.

الصورة المرفقة هي ل ميشال أوكسياني Michel Ucciani وهو عضو سابق في جبهة التحرير الوطني لكورسيكا. استقال من الجبهة واتجه نحو سرقة البنوك والمصارف. كتب كتاباً عن حياته وله عدة مقابلات. أنصحكم بمشاهدة مقابلاته على يوتيوب وتسمعوا جيدا قصصه مع المصارف.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.