لفت نظر المراقبين الإصرار على استهداف الحزب السوري القومي الإجتماعي على مدى يومين متتاليتين. فبعد العمل على إحراق مركزه في جديتا، أحرق مجهولون سيارة تابعة له قرب بيصور في عاليه.

والمعلوم أن تاريخ الحزب القومي ارتبط بمخزون عقائدي متماسك، وأيضاً بارتباط بتنظيم شبه عسكري وانقلابات، وترافق ذلك مع انقسامات منذ تأسيسه وبعد إعدام مؤسسه أنطون سعادة، بقيت آثارها حتى اللحظة الحالية. واللافت أن كل هذه التحولات تزامنت مع صراعات عميقة في المشرق يتداخل فيها العامل الداخلي بهجمات دولية وغربية كبرى، منذ الصراعات مع البعث السوري على اثر حادثة عدنان المالكي وصولاً إلى دعم كميل شمعون في ثورة ١٩٥٨ ومن ثم المشاركة في الحرب والتحالف مع المنظمات الفلسطينية والنظام في سوريا. كما كانت للحزب القومي مساهمة لافتة في مواجهة المنظمات التكفيرية في سوريا.

مصادر عريقة في نشاط الحزب القومي وتاريخه، رأت لموقع “زحلة بوليتيكس” أن الأخطر وعند دراسة العلاقة والتزامن بين انقسامات الحزب القومي والحروب اللبنانية كانت هذه الانقسامات تسبق زمنياً هذه الحروب وتؤشر لقدومها، محذرة من أن الحادثين الأخيرين في جديتا وبيصور لافتين وخطيرين. كما دعت هذه المصادر إلى وعي كل الشرائح اللبنانية لمخاطر الفتن ورزع الإشاعات والبلبلة بين اللبنانيين، والإبتعاد عن كل خطابات التحريض، بغض النظر عن الإختلاف السياسي.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.