كتبت الزميلة غادة حلاوي في “نداء الوطن”: إذا كانت الجبهة على حماوتها تمنع زيارته مجدداً فإنّ الموفد الرئاسي لم ينقطع عن التواصل، وقد وسّع صيغة عمله من مجرد طرح متعلق بعودة الإستقرار إلى الجنوب لتأمين عودة المستوطنين في الشمال إلى سلة كاملة يندرج ضمنها الشق الإقتصادي، حيث علم أنّ هوكشتاين نقل تعهد بلاده العمل مع عدد من الدول لتأمين المساعدة على إعمار القرى والبلدات التي دمّرت بفعل الإعتداءات الإسرائيلية. وبات واضحاً أنّ عمله يشمل ثلاثة مجالات هي الترسيم البري الذي سيتم على مراحل، ثم مسألة الإستقرار السياسي، فالشق الإقتصادي، بما يحوّل «الخماسية» أداة تنفيذية لما تعمل عليه الولايات المتحدة الأميركية. فـ»الخماسية» لا تزال تدور في فلك الحوار أو التشاور كشرط لفتح أبواب مجلس النواب لإنتخاب رئيس، لكنها لم تطرح اسم مرشح رئاسي بعد، ولم تتفق في ما بينها على اسم المرشح. ولا تلتقي على رفض ترشيح سليمان فرنجية. النقطة الجديدة في عمل «الخماسية» تكمن في تحضير الأرضية لنقل البحث إلى مستوى وزراء خارجية الدول التي تمثلها، والذي يتوقف أيضاً على مسار التطور الأمني في غزة وجنوب لبنان.
هوكشتاين بدا أكثر تفهماً للحساسية اللبنانية تجاه موضوع الجنوب والعلاقة مع «حزب الله»، فحيّد مسألة انسحاب «قوات الرضوان» التي لم تعد مطروحة بوضوح. وليس هوكشتاين وحده من ينتظر الهدنة ومعه «الخماسية»، فالكل بات متعباً من حرب إسرائيل على غزة وجبهة الجنوب المشتعلة، ويريد التحضير للانتقال إلى المرحلة الثانية ومن دون شروط مسبقة. أنهكت حرب غزة كل الأطراف التي وجدت أنّ نتنياهو هو الوحيد الذي يريد استمرار الحرب لتحقيق مكاسب تعوّمه سياسياً. لقد حوّل الجنوب ساحة حرب مفتوحة بلا خطوط حمر ويتجاوزها إلى بعلبك. يسعى إلى استدراج «حزب الله» لحرب لا يريد الأخير الانخراط فيها. ويعلم هوكشتاين أنّ «حزب الله» لا يرغب في توسيع الحرب، وإلّا لكان فعلها”.