أشارت “الجمهورية” إلى أن “الاوساط السياسية انهمكت في تقييم «الافكار» التي طرحها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لاحتواء التوتر القائم بين «حزب الله» واسرائيل على الحدود الجنوبية، حيث رَجّحت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» عودته الى بيروت من جديد خلال الفترة المقبلة”.
وأوضحت “الجمهورية”: “كشفت مصادر مواكبة لزيارة هوكشتاين الاخيرة انّ المسعى الأميركي لاحتواء التصعيد هو عنوان مبدئي يعبّر عن رغبة الادارة الاميركية في منع انزلاق لبنان واسرائيل الى حرب، وبالتالي لا وجود لما يُسمّى «مشروع حل اميركي»، بل افكار طرحها الوسيط الاميركي ليبني عليها آلية معينة لاحتواء التصعيد، في خلاصة الامر انه يبحث عن حل مفقود».
وبحسب المصادر فإنّ «هوكشتاين اكد حرص واشنطن على عدم الانزلاق الى حرب، وقابَله تأكيد لبناني على التمسك بالقرار 1701 والالتزام به، وعدم السعي الى حرب. الا انّ بلوغ حل ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، فالموقف اللبناني يقول بحل وفق القرار 1701، بما يعني التطبيق الكامل للقرار، والانسحاب الاسرائيلي من النقاط المختلف عليها على الحدود ومن نقطة الـ«b1»، والجزء الشمالي لبلدة الغجر وصولاً الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، فيما الطروحات المقابلة، والتي تناولها هوكشتاين تستثني مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، حيث انه لم يُشر من قريب أو بعيد إلى موافقة اسرائيل على البحث في ملف المزارع والتلال».
وتقول المصادر ان هوكشتاين تجنّب في محادثاته مقاربة الطلب الاسرائيلي الرامي الى سحب عناصر «حزب الله» من شمالي الحدود لتوفير الامن لسكان المستوطنات الاسرائيلية، الا انّه شدد على أنّ الاولوية هي لخفض او لوقف ما وصفها بالاعمال الحربية وتَجنّب فتح جبهة حرب جديدة، وترك للبحث صلة في المستقبل القريب، من دون ان يربط ذلك بحرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل في قطاع غزة”.
لا مصلحة بالحرب
وتابعت: “استفسَرت «الجمهورية» مسؤولا كبيرا حول نتائج المحادثات مع هوكشتاين، فقال: تحدث معنا بالعموميات، نَبرته كانت هادئة، وعبّر عن حماسة ملحوظة في نجاح مهمته بين لبنان واسرائيل. ورأيه ان لا مصلحة لأحد في الحرب. وموقفنا كان واضحا لجهة طلب خفض التصعيد او وقف التصعيد، حيث أن هذا الطلب ينبغي ان يوجّه الى اسرائيل بالدرجة الاولى التي تضع اصبعها على زناد التصعيد، وموقف لبنان واضح لجهة الاستعداد الكلي للانخراط في مفاوضات حول تطبيق القرار 1701 وتحقيق الهدف الذي بُني عليه هذا القرار، مع ان لبنان يحترم هذا القرار ويلتزم به، إنما لا تكون هذه المفاوضات تحت وطأة استمرار العدوان، بل بعد توقّفه في غزة ولبنان في آن معاً».