أحيت جوقة وتر بقيادة المبدع فادي نحاس ريسيتالاً ميلادياً بعنوان ” وحدك ساكن قلبي” في كاتدرائية سيدة النجاة لمناسبة عيد ابو الآباء النبي ابراهيم والذكرى السنوية الثانية لتولية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم على ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، والذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق التعاون بين مستشفيي تل شيحا واوتيل ديو وجامعة القديس يوسف.
حضر الريسيتال الى جانب المطران ابراهيم، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، امين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين في زحلة الأخت سميرة الأسمر، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات اضافة الى المؤمنين الذين ضاقت بهم ارجاء الكاتدرائية.
وقدّمت جوقة وتر تراتيل ميلادية من الطقسين البيزنطي والسرياني واغاني الميلاد المشهورة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وتميزت الجوقة هذا العام بتقيدم ميدلي لأغاني ميلادية بلغات مختلفة تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
وكان للمطران ابراهيم كلمة شكر فيها جوقة وتر على الأمسية الرائعة وقال:
“مساء الخير، مساء الأعياد، مساء الأمل الساكن في قلوبنا، مساء جوقة وتر التي تزرع الفرح والسلام والترنيم في هذه المدينة وفي مناطق أخرى من لبنان. اشكرهم على تعبهم، اشكر مدير الجوقة الأستاذ فادي نحاس، الجوهرجي الذي جمع هذه الجواهر واعطانا قطعة جميلة جداً، فيها من البهاء والجمال ما يعكس صورة الله أمامنا مرئية في النغمة وفي الكلمة وفي الأداء.”
واضاف” اختاروا وحدهم عنواناً لهذا الريسيتال ” وحدك ساكن قلبي” ثلاث كلمات، ثالوث:
وحدك هو الله، لا احد يستطيع ان يشاركنا، الله عندما يحضر في قلوبنا ويسكن فينا، عندما يكون معنا لا يعود لنا حاجة الى اي انسان او شخص آخر، او اي جوهر او اية روح أخرى. وحده هو الله الذي اذا لمسنا وزارنا نصبح ملأى بالفرح والسلام وهدوء البال، بالأمل والرجاء، فلا نعود الا ابناء له ولا لأي شيء آخر. لا يمكن ان نكون ابناء الله وان نكون ابناء اليأس والإحباط في نفس الوقت. اما ان نكون مسيحيين فرحين قلبنا مليء بالسلام والفرح واما لا نكون. المسيحيون قوتهم ان الله معهم، وحده هو الله الذي يسكن فينا.”
وتابع ” الكلمة الثانية ” ساكن” والجوقة تعرف في الترانيم التي قدّمتها كم مرة وردت كلمة ساكن او بيت. نحن نعرف في اماكن كثيرة هناك ترانيم رائعة او بعض الأغاني التي تشبه الترانيم، “بيتي انا بيتك” او “يا ساكن العالي” وغيرها من الترانيم.
السكن له معنى عميق جداً في حياتنا الإنسانية، في الفلسفة السكن يتحول الى الأنا بمعنى ان من يسكن فيّ لمدة معينة يصبح مني ويصبح قطعة من جوهري ومن كياني.
اذا كان الله في مكانه ولم يسكن فيّ ماذ يتغير فيّ؟ مهم جداً ان يسكن الله فيّ، وحده دون شريك له في قلبي. قد تسألون كيف؟ الا يجب علينا ان نحب بعضنا؟ لا يمكننا ان نحب اذا كنا لا نعرف كيف نحب الله اولاً وفوق كل شيء، هذه وصيّة يسوع لنا ” احبب الرب الهك قبل كل شيء، بكل قوتك وبكل قلبك وبكل فكرك” . هذا الحب هو الذي يحدد سكن الله فيّ. لا يمكن ان احب اذا لم يكن الله ساكناً فيّ.”
واردف: “الكلمة الثالثة” القلب”. سمعنا في بعض الترانيم عن بيوت مهدمة وآمال ضائعة، عن ضياع، عن حروب، عن بيوت تدمرت امام أعين ساكنيها، لكن الله جعل قلبنا افضل بيت واجمل سكن. الله يحول قلوبنا الى مساكن لائقة. حتى في السماء يخبرنا الإنجيل ” اعددت لكم مسكناً”. السماء بيوت، والأرض بيوت، والقديس بولس قال ” انتم هياكل الروح القدس” اي بيت الروح القدس، الهيكل هو بيت الله، نحن في هذه الكاتدرائية في بيت من بيوت الله .
القلب عندما يتحول الى بيت لايعود الله يفتش عن منزل، ولربما هذا ما جعل يسوع يتجسد في مزود ومغارة وليس في بيت، لكي يقول لنا لا اريد ان اسكن في مكان من دونكم، اريد ان اسكن في قلوبكم ومعكم . طلب الله هو ان تكون قلوبنا مسكناً له.”
وختم المطران ابراهيم: “اشكر الجوقة على هذا العنوان الرائع لأمسية الليلة، اشكرهم على هذا الأداء الرائع واقول لهم: زحلة من دونكم لا تكون كما هي اليوم، زحلة تفرح بكم، كنئسها وشوارعها تردد نغماتكم، انتم لا تعرفون ان المواهب التي تقدموها هي نعمة كبيرة لآذان الناس تعبر الى القلوب، ومن خلال اصواتكم نعود الى الطريق التي يعبرها الله الى قلوب الناس.
اصواتكم هي امانة وجمال، اصحاب الأصوات الرائعة في كل انحاء العالم هم الفنانون الكبار الذين قبلوا لا بل تشرّفوا بأن يرنموا . لدينا مغنين كبار لكنهم لم يرنموا، الذين رنموا هم الذين استثمروا نعمة الله والموهبة التي اعطاهم اياها، وانتم هكذا تفعلون.
اسأل الرب ان يبارككم، اشكركم بإسم كل الحاضرين على تعبكم وعطائكم. كل عيد والجميع بألف خير.”