نوه رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب بمناسبة إفتتاح القرية الميلادية، بما تشهده المدينة من عدوى النشاطات التي أرستها بلدية زحلة منذ سنة 2020، في زمن كورونا والصعوبات المالية. حيث كانت البلدية أول من أرسى فكرة القرية الميلادية التي نفذت في العامين الاولين بمنطقة مقاهي البردوني، وكان الهدف جمع الصناعات الحرفية ومنتجات السيدات بالمنازل، لتشجيعهم على تطويرها وتحولها الى استثمارات يمكن أن تؤمن لهم دخلاً إضافياً. وبعد إنتقال هذه القرية الميلادية الى حديقة الشعراء “الممشية” نجحت البلدية في تحفيز مثل هذا الدعم لصغار المنتجين، بحيث أصبح في المدينة أكثر من قرية ميلادية، وقد يفقز عددها في العيد الحالي فوق العشرة. وإعتبر زغيب ذلك مؤشرا جيدا على ان الناس بدأت تتفاعل مع بعضها لتخلق حركة اقتصادية بالمدينة.

نشاط آخر بدأته البلدية بزمن الكورونا، لتخفف من وطأة الحجر الصحي على الناس، حيث أرست تقيلداً جديداً في المدينة بعنوان “زحلة ترنم”. قال زغيب “كنا نعقم الكنائس قبل كل ريسيتال شجعنا الجوقات على إحيائه وبعده، ونوزع الكمامات على الناس، وهدفنا أن يعيشوا روح الميلاد بما كان متاحاً حينها، وإذا ب “زحلة ترنم” يتحول تقليداً سنوياً في زمن الأعياد، نقلته بلدية زحلة الى قصرها الذي تتوالى فيه الجوقات ببرامج تترافق مع زمن الميلاد”. علماً أن نجاح هذا النشاط شجع الجوقات على إحياء ريسيتالاتها الخاصة في رعايا الكنائس بحيث إزدحم برنامج الريسيتالات لهذه السنة بأكثر من 25 ريسيتالا يتم إحياءه في المدينة.

من الأمور التي قال زغيب أن بلدية زحلة تفخر أنها أرستها، هو التواصل الذي أمنه مع الإغتراب الذي لم يكن مفعلاً قبل سنة 2018، إذ كانت العلاقة بين المقيمين والمغتربين تنحصر في إطار العائلات، بينما بات لدينا اليوم عدد أكبر من نوادي الزحليين في الخارج، وبات المقيمون والمغتربون يتفاعلون معا لما هو مصلحة المدينة وأبناءها، وخصوصا في هذه الفترة التي نحتاج فيها لكل الدعم. وهذا ما إعتبر زغيب أنه “يدل على أن ما أطلقناه قد أثمر.”

في المقابل أعرب زغيب عن تفهمه لما يسمع من عتب على النقص في الزينة، ولكنه لفت الى ان الزينة مكلفة على أصحابها، مذكرا بأن بلدية زحلة لم تقم يوما بتزيين المدينة، بل كانت تدعم من يزين بنسبة من كلفته، والكل يتذكر من كان يزين كل جزء من المدينة، أما البلدية فكانت البحصة التي تسند الخابية لكل الجمعيات. ولذلك إعتبر أن كل مبادرة للتزيين مشكورة، خصوصاً أن البعض أنفق من جيبه لوضعها.

واشار زغيب في المقابل الى أنه بالوضع الصعب الذي نعيشه، أولوية البلدية هي دفع رواتب الموظفين الذين لم يتوقفوا يوما عن العمل رغم الظروف الصحية والمالية وإضرابات الموظفين بكل مكان، الى جانب النظافة التي تمكنت البلدية من الحفاظ عليها على رغم كل الصعوبات.

المطران إبرهيم:الاستثمار بزمن الميلاد ليس فقط تزيين وإضاءة ولكن هو اسهام في رفع منسوب الامل بقلوب الناس

وكانت كلمة للمناسبة أيضاً لراعي أبرشية زحلة والفررزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبرهيم إبرهيم، الذي إعتبر ان الاحتفال بعيد الميلاد هو واحد من أجمل التقاليد التي تجمع بين الناس وتعزز من مشاعر المحبة والامل في قلوبنا. وهذا الامل ممنوع ان يسرق منا، وخيارنا هو “الثبات في أرضنا ومدينتنا”.

وأضاف: “تأتي القرية الميلادية بوقت يمر فيه لبنان بظروف صعبة وتحديات كبيرة. ولذلك نحن لا نقبل بأن يعتقد أحد أنه اذا صار أي تراجع من أي مؤسسة بما فيها المطرانية، ان هذا بإرادتنا.” وقال ” نحن فخورين بمسؤولينا وانه رغم الظرف الصعب نقف على رجلينا، ونقيم قرية ميلادية، ونزين على قدر طاقاتنا، لنرفع من مستوى الامل والرجاء بقلوب أبنائنا، وهذا هو المطلوب اليوم… ان نوزع على من حولنا هذه الثقة التي تنبع من القلب وتنتقل الى قلب آخر”.

وختم بأننا “كلنا امتنان لبلدية زحلة والمهندس اسعد زغيب” مذكرا بأن “الاستثمار بزمن الميلاد ليس فقط تزيين وإضاءة، ولكن هو اسهام في رفع منسوب الامل بقلوب الناس وابعاد روح اليأس التي تتسلل لهذه القلوب، انها فرصة للأطفال والعائلات للتجمع والاحتفال بروح الميلاد والمحبة”.

وشكر المشاركين بالقرية الميلادية، معتبراً أنهم الأقوياء الذين ننحي أمام ارادتهم بصراع مع البقاء من أجل لبنان وزحلة.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.