كتبت “الجمهورية”: “شَبّه مصدر امني مسؤول الوضع على الحدود بـ»التوتر فوق الجمر»، وابلغ الى «الجمهورية» قوله ردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع تفجيرا واسعا في الجنوب: تطورات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، او بمعنى أدق تحضيرات جيش العدو لعملية برية في القطاع هي التي تحدّد إشعال فتيل التفجير او اطفائه. ولكن حتى الآن يبدو ان اسرائيل ما زالت في حال تخبّط ازاء هذه العملية، وهو ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي بوضوح وحديثه تارة عن إنهاء تلك التحضيرات، وتارة اخرى عن خلاف حاد بين نتنياهو والجيش الاسرائيلي على خلفية هذه العملية. وآخر الذرائع ما كشفته اذاعة الجيش الاسرائيلي بأنّ اسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري الى غزة حتى وصول قوات اميركية اضافية”.
وتابعت “الجمهورية”: “امام هذا التخبط، يضيف المصدر: «يبدو ان اسرائيل تعوض عن ذلك بتكثيف غاراتها التدميريّة لقطاع غزة، امّا الجبهة الجنوبية فتبدو انها شديدة الهشاشة، ولكن رغم التوتر الشديد الذي يسودها لا توجد اي مؤشرات الآن الى تفاقم الامور بشكل واسع الا اذا حصل ما ليس في الحسبان، ولكن الوضع بصورته الحالية خلاصته انّ ما يحري من عمليات عسكرية وقصف ما زال تحت سقف قواعد الاشتباك الجديدة. وهذا السقف قد يشهد ارتفاعا في بعض الاحيان، كما قد يشهد انخفاضا في احيان اخرى».
وأوضح المصدر «انّ اتّساع رقعة العمليات العسكرية يبدو انه عدّل في ما كانت تسمى قواعد الإشتباك المعمول بها منذ العام 2006 بين «حزب الله» وجيش العدو الاسرائيلي التي كانت محصورة فقط بالمناطق غير المحرّرة، فيما العمليات اليومية التي نفّذها «حزب الله» ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود، وكذلك الامر بالنسبة الى القصف الاسرائيلي الذي يتجنّب عمق البلدات الجنوبية واحيائها السكنية، ويتركز على اطراف البلدات وما تسمى المناطق المفتوحة، بما يؤشّر الى ما يبدو انه توسيع غير معلن لمساحة قواعد الاشتباك، بحيث باتت شاملة جانبي الحدود الجنوبيّة امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا شرقاً الى الناقورة غرباً”.
خوف… وحسابات
وأضافت “الجمهورية” في افتتاحيتها: “يلاقي ذلك مصدر سياسي مسؤول بقوله لـ»الجمهورية» انه «على الرغم من الاجواء السائدة، سواء في غزة او على الحدود الجنوبية، فحتى الآن، لست ارى ان العملية البرية التي تحدثت عنها اسرائيل ضد قطاع غزة مُيسّرة، ولو انها كانت كذلك لما تأخرت لحظة. كما انني حتى الآن لست ارى تدحرجا خطيرا للوضع على الحدود، فبتقديري انّ الهواجس المانعة للتدهور ما زالت موجودة بقوة، اولها الخوف الذي يعتري جميع الاطراف من الحرب الواسعة، وثانيها الحسابات. فالاميركيون وكما هو واضح يشجعون اسرائيل في حربها الانتقامية ضد «حماس»، وفي الوقت ذاته يسعون جهدهم لعدم توسيع هذه الحرب، بدليل تحذيراتهم المتتالية لـ»حزب الله» من فتح الجبهة، وكذلك بمحاولة مغازلة ايران والقول بعدم وجود دليل على وقوفها خلف هجوم حماس، او خلف العمليات التي تشنّ ضد الاميركيين في العراق. فالاميركيون يعرفون مسبقاً وقبل غيرهم، أيّ نتائج ستؤدي اليها أيّ حرب تقع، وتؤذي جميع اطرافها من دون استثناء».