استذكر مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي المفتي حسن خالد في ذكرى استشهاده، وقال:

١٦ أيار ذكرى الشهادة، في ذكرى استشهاد المفتي الراحل الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى؛ نقول:

سماحة الشهيد كنت في حياتك عنوان لبنان والأمة، ورحلت شهيداً فداءً للبنان الوطن، وللعروبة الجامعة، وللإسلام الحنيف، وليبقى ذكرك على ألسنة الخلق حمداً وثناءً في الدنيا، وعند ربك في الآخرة بإذن الله تعالى حياة أبدية. سماحة الشهيد آمنت بالإسلام رسالة وعقيدة وانتماءً، وبالعروبة وحدة وهويةً، وبلبنان وطناً ورسالة وحضارة.

وقال الغزاوي: “لقد كنت مدرسة في القيادة الدينية، والوطنية الوحدوية الجامعة المنفتحة على الآخر وعلى العالم، ورسمت بفكرك ونهجك واستشهادك طريق العزة والكرامة لمن أراده خلاصاً و سلوكاً.

ونحسب أنه يصدق فيك قول الله تعالى: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ).

سماحة المفتي الشهيد؛ يا من عشقت لبنان حتى الاستشهاد، ويا من ناضلت لبقاء الوطن والدولة والمؤسسات، تمر ذكراك وفي الوطن فراغ كبير في كافة المؤسسات، وفي أجهزة الدولة الإدارية والقضائية وغيرها؛

وأضاف الغزاوي: “نستذكرك في هذا العام كما في كل عام والفراغ يخنق بلدنا ويمزق وحدتنا، نستذكرك في هذا اليوم الثلاثاء ١٦/ ٥ / ٢٠٢٣ ، لأننا لم ولن ننسى يوم الثلاثاء الأسود في ١٦ /٥/ ١٩٨٩، حينما استهدفتك يد الغدر التي أرادت استهداف الوطن باستهداف الجسد الطاهر، الذي كان وسيبقى شاهداً على شهادتك وشهودك، وشاهداً على رسالتك وفكرك ومنهجك؛ صحيح أنهم غيبوا الجسد، ولكنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا أن يغيبوك من ذاكرتنا ووجداننا وفكرنا وتاريخنا، لأنك باستشهادك كتبت تاريخ الأمة والعروبة والوطن”.

وتابع الغزاوي: “في الذكرى الرابعة والثلاثين على استشهادك ومن دار الفتوى في البقاع ومؤسساتها التي هي إحدى بصماتك التي خطها قلمك، ثقة بفارس العلماء ومفتي المفتين والقضاة والدعاة سماحة المفتي الراحل العلامة الشيخ الميس رحمه الله الذي حول الحرف الذي كتبته بقلمك إلى كتاب من مؤسسات تحاكي عملقة فكرك، وتعيش على نهجك، وتحمل رسالتك التي أردت أن تصدرها إلى العالم؛ رسالة نهضة وبناء للإنسان وحماية للوطن ونهوضاً بالأمة.

سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد رحمك الله، ورحم شيخنا الراحل المفتي الخليل، ورحم الله الشهداء الذين سقطوا من قبلكم ومن بعدكم على درب الفداء ليحيا لبنان الدولة والوطن والمؤسسات.

وختم الغزاوي بالقول: “في ذكرى استشهادك نقول: ستبقى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية على عهدك بقيادة ربان سفينتها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفظه الله تعالى الأمين المؤتمن على الوطن والمؤسسات، والأمين على نهجك ورسالتك.

سماحة المفتي الشهيد نأمل في هذه الذكرى أن يستعيد وطننا عافيته، وأن يبقى لبنان كما أردت رسالة وأنموذجاً في وحدة أبنائه ووحدة أرضه براً وبحراً.
كنت وستبقى الرمز والقضية، وستبقى شهادتك عنوان عزة لنا.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.