علمت «الجمهورية» من مصدر دبلوماسي رفيع انّ نصائح وصلت الى المعنيين بضرورة التحلي بمرونة تحتاجها المتغيرات في الاقليم، خصوصاً ان الامور ذاهبة الى الاعتدال وكسر الاصطفافات الطائفية حيث انّ مفهوم الاقليات والاكثريات ذاهِب الى الزوال وكل من سيتطرّف لن يجد له مكان عندما تسلك الدول الكبرى الطريق وتتطلع الى مصالحها، ومن يعتقد حالياً انّ حجمه «كبير» أو blown «منفوخ» لن يتمكن من تغيير المسار او التأثير به… وقال المصدر ان خرقاً يمكن ان يحصل مع بداية الصيف اذا أبدى المسؤولون نيات طيبة بالاستجابة الى الدعم الاقليمي تاركين الحسابات الشخصية جانباً.
وأضافت “الجمهورية”: “كشف ان الملفات الكبرى بدأ النقاش بها والتي تحتاج الى التحاور حولها وفي مقدمها ماذا يمكن ان يفعل الرئيس (امن الدول العربية، الاستراتيجية الدفاعية والسلاح، النزوح، عمليات التهريب…) وغيرها من الملفات التي تعطي تطمينات وتؤسس لنهج جديد من التعاطي مع الدول العربية وخصوصا السعودية، بالاضافة الى إتمام الواجبات الداخلية من اصلاحات ومحاربة الفساد وتغيير النهج المتّبَع ورفض التوريط بأي سلوك يأتي بالضرر على دولة عربية وعلى نهج الاعتدال… كلها قضايا بدأ الحديث حولها لإسقاطها على الشخصية المناسبة، وهذا الامر أكدته مصادر متابعة للملف الرئاسي لـ«الجمهورية» مضيفة بعضاً من التفاؤل على مسار الامور ولو انها تسير ببطء”.
الموفد القطري
ولفتت “الجمهورية” إلى أنه “في هذه الاجواء أنهى الموفد القطري الخليفي زيارته الاستكشافية للبنان، أمس، بعد استكمال جولته على القيادات اللبنانية المدرجة في جدول اعمالها. وأكدت مصادر مطلعة على مجريات مهمته في يومها الثاني لـ«الجمهورية» انه واصَل الاستماع إلى مقاربات الشخصيات السياسية التي التقاها لأزمة الشغور الرئاسي مُستمزجاً آراءها حول الاحتمالات الممكنة لإنهائها.
وعلم انّ الشخصيات الحليفة لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والتي التقاها الخليفي، حرصت على تأكيد دعمها الصريح له وشرحت الحيثيات التي استندت اليها في تأييد انتخابه رئيساً للجمهورية.
وأوضحت: “فيما لم يطرح الموفد القطري اي مبادرة سياسية لمعالجة مأزق الشغور، أبلغ بعض الذين اجتمعوا به الى «الجمهورية» انهم شعروا بأن زيارته رَمت الى استطلاع الواقع عن قرب لتبيان ما اذا كان هناك مجال لتفعيل الدور القطري في الملف اللبناني.
وقالت اوساط واكبت زيارة الخليفي لـ«الجمهورية» انه اراد تجميع «إفادات» القوى الداخلية قبل انعقاد «اللقاء الخماسي» المرتقَب قريباً (أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر)، وذلك حتى تكون لدى الدوحة إحاطة شاملة بالموقف”.