كشفت لـ”الجمهورية” أنه في معلومات من مصادر مطلعة بقوة على الملف انّ النقاش لم يعد محصورا في ما اذا كان هناك “فيتو” سعودي على اسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من عدمه، إنما في توقيت التسوية وشروطها، والتي ستكون محصورة بطرفي الاتفاق السعودي ـ الايراني وحلفائهما، وليس بأي جهة او جهات اخرى تعمل على خطوط تقارب مصالحها الشخصية”.
وأوضحت: “اكدت هذه المصادر انّ زيارة فرنجية لفرنسا قد لا تحقّق اي خرق وفيها مصلحة لباريس اكثر منها الى فرنجية نفسه المُرتاح جداً الى الموقف الفرنسي، غير انه مقتنع تماما بأنّ الرضى السعودي هو ممر إلزامي لقبوله بالمهمة الرئاسية، وقد وصلته الاجواء التي تؤكد انّ المملكة العربية السعودية لا تضع “فيتو” عليه ولم تشطب اسمه إنما تصرّ على تقوية ورقة المواصفات حتى يعزف اصحابها أنفسهم او يعملوا على التأهّل لها. ورأت “ان الحل لا يزال بعيداً، وقد ينبت العشب قبله لكنّ حظوظ فرنجية عادت الى واجهة الرصد، وانّ الوقت، كما التطورات، كفيلان بتغيير مسار الاحداث”… واضافت المصادر “ان الفرنسي يغنّي على ليلاه ويطرح افكاراً لكن الكلمة ستكون للاتفاق السعودي ـ الايراني”.
فرنجية في باريس
وتابعت “الجمهورية”: “كان فرنجية قد وصل الى باريس مساء، في وقت عاد منها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وسيزور فرنجية قصر الاليزيه اليوم للقاء مستشار الرئيس الفرنسي ومسؤول خلية الأزمة الخاصة بلبنان باتريك دوريل. وقالت مصادر سياسية ان العاصمة الفرنسية ستشهد لقاءات أخرى تَلي زيارتي فرنجية وجنبلاط المعلن عنهما بعد ان زارها مسؤولون آخرون من مختلف الأطراف.
ولفتت “الجمهورية” إلى أنه “من جهة ثانية، وعلى خلفية القرار بتمديد العمل بالتوقيت الشتوي الذي تم التراجع عنه، كشفَ قريبون من الرئيس نجيب ميقاتي ان لديه نوعاً من العتب على الرئيس نبيه بري. ووفق هؤلاء، يشعر ميقاتي انّ بري “زادها بعض الشيء” في “المَونة” عليه، مشيرين الى انّ طريقة طلب تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي أمام الإعلام أحرجَت ميقاتي وأعطت انطباعا غبر دقيق حول طبيعة العلاقة بينه وبين رئيس المجلس.
واكد القريبون من ميقاتي انه “متعاون الى أبعد الحدود مع بري على قاعدة ضرورة تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة، وهو حريص على استمرار هذا التعاون ولكن مع وجوب الاخذ في الحسبان انه اذا “كان حبيبك عسل ما تاكلو كلو”.