قدّم المطران ابراهيم مخايل ابراهيم يرافقه القيّم العام الأب اليان ابو شعر، رئيس دير مار الياس المخلصية الأرشمندريت نقولا الصغبيني والأب مارون غنطوس، التعازي بوفاة المرحوم محمود توفيق الهندي.

وكانت له كلمة عزاء قال فيها: “اليوم ودّعنا شيخاً من شيوخ هذه المدينة، له تاريخ طويل مبني على اساسات تفوق 200 سنة من الحضور لعائلة الهندي في زحلة، المدينة التي تحتضن كل انسان لديه انسانية ومتجذّر بالقيم والأخلاق. لذلك نحن عائلة واحدة نودع اليوم احد افراد عائلتنا.

متراس آل الهندي!
وأضاف: “كما تقول السيدة فيروز في اغنية ” وطني” وهي تعرّف عن الوطن فتقول ” يا تراب اللي سبقونا”. فالتراب يختلط ببعضه البعض ويصبح ارض الوطن، وهو تراب كل اللبنانيين. ولعل هذا التراب المختلط هو الوطن الأفضل والأجمل من الوطن الذي نقسّمه يوماً بعد يوم على أسس طائفية وعلى أسس مذهبية وعلى أسس حزبية. الوطن الحقيقي هو وطن الإنسان وليس وطن الطوائف، فالإنسان جامع لكن الطوائف غير جامعة مع الأسف ، لذلك استغل هذه المناسبة اليوم لأشدد على زحلة الإنفتاح، زحلة التي تجمع كل اولادها عبر التاريخ.

عام 1860 آل الهندي أقاموا متراساً اسموه ” متراس بيت الهندي للمسلمين ” وكان الهدف منه الدفاع عن هذه المدينة، والمرحوم رشيد الهندي والد الأستاذ توفيق استشهد من اجل الدفاع عن المسيحيين وخلّص اكثر من 23 مسيحياً من الخطف. نحن نقدّر هذه العائلة ووقفاتها البطولية ونحترمها ونعتبر ان المرحوم رشيد هو شهيد الإنسانية قبل كل شيء وشهيد الدفاع عن زحلة، ونطلب من الرب ان يتغمد روح المرحوم محمود في السماء، لأن السماء ايضاً هي مكان مختلط وغير اختياري حيث نجد انفسنا في مكان واحد، في سماء جديدة ومدينة جديدة وحياة جديدة”.

وختم ابراهيم: “سأل الله ان يطيل اعماركم ويرحم نفس اخينا محمود”، ونوّه سيادته ببادرة قرع جرس كنيسة مار الياس المخلصية حزناً لدى مرور موكب الجنازة امام الكنيسة في طريقه الى المدافن، معتبراً اياها تحية وفاء لإبن حارة مار الياس ولعائلة الهندي”.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.