ودّعت مدينة زحلة وحارة الراسية ابنها المرحوم الياس حوكو في مأتم اقيم في دير مار الياس الطوق حيث ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الصلاة لراحة نفسه بمشاركة الأساقفة جوزف معوض، بولس سفر وانطونيوس الصوري ممثلاً بالأب بورفيريوس ابراهيم، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت برنار توما، رؤساء الأديار ولفيف الكهنة، بحضور النائب سليم عون، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، رئيس رابطة مخاتير زحلة وقضاؤها علي يوسف ومخاتير القضاء وعدد كبير من الأهل والمحبين.

ورثا المطران ابراهيم الراحل بكلمات مؤثرة قال فيها:

“أقفُ وإيّاكُم سويّةً لنودّع ابنًا غاليًا، وأخًا حنونًا، وصديقًا وفيًّا هو الياس جوزف حوكو.

معكُم أحزنُ لوداعه مقدّرًا الخسارة الكبيرة التي مُنيتم بها ومتقبّلاً بروح الايمان غيابه، متوجهًا إليكم بكلمات الكنيسة قائلاً: “مغبوطٌ السبيل الذي يسير فيهِ الياس اليوم فقد أُعِدَّ لهُ مكانُ الراحة”.

يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل روما: «إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.» رُومِيَةَ ١٤:‏٨. اليوم، عائلة المختار الحبيب جوزف، تعيش أصعب لحظات حياتها. تتجرع كأساً من نار وتذرف دمعة من دم. هذي هي قسوة الحياة التي تُختتمُ بالموت وتوصدُ بالحزن. والمختار جوزف خسرَ العام الماضي رفيقة دربه وشريكة عمره. أمضى الأيام والشهور محاولا بلسمة الجرح الكبير وملء الفراغ الذي تركته “المختارة”؛ لكنه أُصيب من جديد بفاجعة مُرّة أصابته وأصابتكم جميعاً بخسارة الحبيب الياس.”

واضاف ” الياس الذي زرع موتُه الأسى في قلوبكم ورسم الحُزنَ على وجوهكم، هو الياس الذي طالما كان يحبُّ دائمًا أن يزرع البسمة والضِحكة على وجوه الجميع، متميزا بروحهِ الطيّبة القريبة إلى القلب، هذا الرجُل الذي أينما حلَّ يُعديك فرحا.

الياس، ومن لا يعرفه في زحلة التي أحب حدّ العبادة، كان عُنواناً للشهامة والرجولة والبذل والكرم والعطاء والتضحية دون حساب. الياس كان يضج بالأمل وبالحياة ويخطط للمستقبل بمحبة وانفتاح وتسامح وتعاون مع الجميع.

لُقّبَ “المختار الصغير”. وكان واثقاً من أن ما زَرع في نفوس أصدقائه وعارفيه وعند كل أهالي الحارة سيثمر محبة، لأنه كان مجبولاً بالوفاء ولا يتراجع عن أية مساعدة أو خدمة يستطيعها.

لقد بكّرت أيها الحبيب الياس في مغادرة هذه الدنيا، زارعاً الأسى والحزن واللوعة عند كل محبيك. عند والدك وصخرةِ حياتك، وشقيقِك سليم توأمِ روحِكَ الذي قَدِمَ من كندا ليودّعكَ، وشقيقتيك جانيت وميشلين فلذتي كبِدِكَ.

مختار جوزف والعائلة، أضمكم اليوم الى صدري وأتألم معكم فجُرحكم هو جرحنا وحُزنكم يصيبنا في قلوبنا. وكم نتضرع إلى الله في هذه الساعة الحرِجة أن يعطيكم القوة وأن يلهمكم الصبر لتجاوز هذه المحنة القاسية جداً وأن يطيل عمركم.”

وختم سيادته ” ارقُد بسلامٍ أيّها الحبيب الياس بين يديّ يسوع المسيح وبين يدي أمّه العذراء مريم. بهذه العاطفة الروحيّة، أتوجّه باسمي وباسم الأساقفة المشاركين معي، وباسم الرئيس العام، وباسم الآباء الكهنة وباسم المؤمنين الحاضرين، بخالص التعزية وصادق المؤاساة من والده المحبوب المختار جوزف، ومن شقيقهِ سليم وعائلتهِ، ومن شقيقتيهِ جانيت وميشلين، وعائلتيهما، ومن أبناء حارة الراسيّة، وجميع الأقارب والأصدقاء، طالبًا لروحه الطاهرة الرّاحة الأبديّة في جوار المسيح الإله، منشدين نشيد القيامة، المسيحُ قام… حقًّا قام”.

وبعد الصلاة ووري جثمان الفقيد في مدافن العائلة.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.