كشفت «الجمهورية» نقلاً عن “مرجع كبير قوله «انّ مصير الملف الرئاسي متوقّف على ما ستعلنه سائر الاطراف، وبالتالي لا يمكن تحديد اي مواعيد للجلسة الانتخابية، سواء اكانت مواعيد قريبة او بعيدة، ولنقل بصراحة انّ ترشيح فرنجية بصورة رسمية لا يعني انه يكسر حلقة التعطيل القائمة، بل انه يعرّضها لهزة يفترض أن تدفع الاطراف الأخرى الى الانتقال من خلف المنابر الاعتراضية المتمترسة فيها منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، إلى تحديد خياراتها الجدية بصورة نهائية، وتقديم مرشحهم او مرشحيهم لرئاسة الجمهورية، ومن ثمّ الإنخراط في اللعبة الديموقراطية وانتخاب رئيس للجمهوريّة في جَوّ تنافسي، ومن يربح يربح”.
وأضافت “الجمهورية”: “عندما يقال للمرجع إن مواقف الاطراف معروفة وعبّرت عن رفضها انتخاب رئيس غير سيادي او تغييري، يُسارع الى القول: جيّد، فليحدّدوا هذا المرشّح، ولننزل الى المجلس الينابي وننتخب، ومن يحصل على اكثرية الأصوات نبارك له.
لكنّ هذه الأطراف أكّدت انها ستلعب لعبة النصاب، وستعطّل اي جلسة لانتخاب رئيس من محور الممانعة، فقال المرجع: لعبة النصاب سهلة، وفي مقدور الجميع أن يمارسوها من دون ان يتمكنوا من فرض اي تغيير في قواعد اللعبة، ذلك انه مهما طال أمد لعبة النصاب، ستصطدم بلحظة الحقيقة، واكثر من ذلك لن يكون في مقدور أحد أن يستمر بهذه اللعبة الى ما شاء الله، حيث أن لها نهاية حتمية إنْ عاجلاً او آجلاً، فلماذا إذاً تضييع الوقت والتسبّب بأضرار اضافية على البلد، طالما أنه في نهاية المطاف، سينزل الجميع في لحظة ما إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس. ومن هنا فإنّ أسهل الطرق الى انتخاب الرئيس هو أن يسمّي كل طرف مرشّحه، وليحشد له، ولنحتكِم الى صندوقة الاقتراع”.
أبعد من الرئاسة
ولفتت “الجمهورية” أنه “في الوقت الذي يعكس زوار بكركي ضيقاً كبيراً من انسداد الافق الرئاسي لا يستثني أحداً، يعبّر عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، وما العظة الاخيرة الاحد الماضي سوى غيض من فيض ممّا يعتريه من سخط على تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، ومن قلق جدي على رئاسة الجمهورية ومصير البلد كياناً وشعباً وهوية، فإنّ مصادر موثوقة كشفت لـ»الجمهورية» بعضاً من نقاشات جَرت في صالونات سياسية وروحية في الآونة الأخيرة، لا تبرّىء أحداً من تهمة التعطيل، ونضحت بمخاوف كبيرة ومخاطر اكبر على البلد جرّاء هذا المنحى”.
وأوضحت “الجمهورية”: “فَصّلت المصادر تلك المخاوف والمخاطر بقولها انها نابعة من شعور بأنّ لبنان بلغ الحد الاعلى من الخطر، وعامل الوقت امام فرص النجاة قد استنفد، والتعطيل الحاصل يخشى أن تترتب عليه «تداعيات مدمّرة» اكبر مما هو منظور. ونسبت الى مسؤول سياسي كبير قوله امام بعض المقرّبين في مجلس خاص: «إانتخاب رئيس الجمهورية ينجّينا من مأزق أعظم نشهده في هذه الفترة، فتعطيل انتخاب الرئيس قد يفرض استمراره وقائع أخطر بحيث نكون في مشكلة فنصبح في مشكلة أكبر، لا أتحدث هنا فقط عن انهيار اقتصادي ومالي، بل عن تطورات منظورة وغير منظورة، تتولّد عن استمرار التعطيل، وقد تسابق الجميع، وتفتح الباب واسعا امام مخاطر قد لا تنحصر أضرارها بموقع رئاسة الجمهورية، بل يخشى ان تكون عارمة وخساراتها أكبر، وتصل إلى لحظة يطرح فيها مصير الدولة والنظام والتركيبة السياسية على بساط البحث، وهذا بالتأكيد وضع كارثي، والخسارات فيه ستكون أعمق وأعمّ، وساعتئذ الله يرحم الطائف».
بري: ننتظر الترشيحات
وأشارت “الجمهورية” إلى أنه “في هذه الأجواء، ما زال الرئيس بري يعوّل على استفاقة داخلية تُخرج الملف الرئاسي من أسر التعطيل، وتضعه على جادة الصواب السياسي، التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
واذا كان الرئيس بري يعتبر انّ إعلانه دعم ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية (الذي لاقاه فيه «حزب الله»)، ليس تحدياً لأحد، فإنّه يعتبر في الوقت نفسه انّ هذا الامر يفترض أن يحرّك المياه الرئاسية الرّاكدة، ويكسر حلقة السّجالات والمواقف الصدامية العقيمة، ويحثّ سائر الأطراف على تقديم مرشّحها أو مرشّحيها، والذهاب بنوايا جدية الى انتخاب رئيس للجمهورية، فهذا هو الامر الطبيعي الذي يجب ان يحصل”.