كشفت “الجمهورية” أنه “على ما تقول مصادر معنية بالملف الرئاسي لـ»الجمهورية: «لا جديد رئاسياً على الإطلاق، سوى انّ الأطراف تحضّر للمعركة كل من موقعه وعلى طريقته، ولا يبدو انّ ثمة من هذه الأطراف من يرغب في التنازل لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية”.
وأضافت: “كشفت المصادر، «انّ مشاورات داخلية تجري على مستويات مختلفة، سعياً لبلورة فكرة مخرج تسري في الهشيم السياسي او تحرّك المياه الراكدة في بحيرات التنافر والتعطيل، الّا انّ هذه المشاورات تدور في الحلقة المفرغة، وبمعنى أدق في نقطة الصفر؛ فالإرادات متصادمة، والنوايا ليست صافية، حتى لا نقول لا توجد رغبة جدّية في انتخاب رئيس للجمهورية”.
المفاجأة ممكنة
وتابعت “الجمهورية” افتتاحيتها: “الّا انّ مصدراً مسؤولاً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله: «انّ الأفق الرئاسي، وكما يبدو انّه يخبىء سلبيات تبعاً لمواقف القوى الداخلية، فإنّه في الوقت نفسه قد يخبىء ايجابيات يمكن ان تفاجىء الجميع في أي لحظة، سواء من الداخل، او ربطاً بتطورات اقليمية بدأت تلفحها ليونة وتبريد على اكثر من جبهة، وآخرها جبهة اليمن.. وتبعاً لذلك أقول إنني لست متشائماً».
ولفت المصدر عينه إلى اشارات خارجية «ينبغي ان يتمعن فيها اللبنانيون ملياً، ليس فقط لناحية انّ الخارج لن يتدخّل في المسار الرئاسي، بل لناحية رفع سقف التحذير والتخويف من مصير مشؤوم سينتهي اليه الوضع في لبنان، إذا ما استمر الملف الرئاسي في دائرة التعطيل. والاميركيون كانوا الأكثر صراحة في تقدير ما قد يؤول اليه الوضع اللبناني، بتأكيدهم على انّ استمرار الوضع الراهن في لبنان، خارج مسار الإنقاذ الذي يوجب المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة توفي بالتزاماتها الاصلاحية، سيؤدي بالتأكيد إلى واقع مرير تتعاقب فيه الأزمات، ما قد يضع لبنان امام خطر ان تتفكّك الدولة بالكامل».
وبحسب مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، فإنّ ما انتهت اليه الحركة الفرنسية الاخيرة على مستوى الداخل، يمكن تلخيصه بأنّ المخاوف والتحذيرات التي أُبديت، لم تقابلها الايجابيات المتوقعة، بل سارت بين التناقضات الداخلية، وقابلتها منصات تتقاذف مسؤولية التعطيل، ودعوات من هنا وهناك للضغط اكثرعلى المعطلين”.
الثنائي: نعمل لمرشحنا
وأشارت “الجمهورية” إلى أنه “في المقابل، اكّدت مصادر ثنائي حركة «امل» و»حزب الله» لـ»الجمهورية»، انّ «مطلبنا الأساس كان وسيبقى الجلوس على الطاولة والتوافق على رئيس للجمهورية”.
ولفتت المصادر، إلى انّ «على الطاولة تُطرح الامور للبحث والنقاش، وصولاً إلى الاتفاق على مرشح او مرشحين او اكثر، وننزل إلى المجلس النيابي ونُجري عملية الانتخاب، وليربح من يربح». وقالت: «انّه حتى ذلك الحين، وكما يحاول الآخرون البحث عن مرشح، ومعلوماتنا انّهم لم يجدوه بعد، فنحن من جهتنا نعمل لمرشح نؤيّده، ولم يعد خافياً انّه الوزير سليمان فرنجية”.
وتابعت: “رداً على سؤال قالت المصادر: «نحن مع التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية فوراً، ولكن حتى الآن الأفق مسدود، وفي النهاية سننتخب رئيساً. قبل انتخاب الرئيس ميشال عون دخلنا في فراغ لسنتين ونصف، فهل يمكن ان يتحمّل البلد فراغاً من هذا النوع، بالتأكيد لا. لذلك ومع تأكيدنا على انّ الكرة ليست في ملعبنا، ما زلنا نمدّ اليد إلى الجميع للتوافق على رئيس في اسرع وقت ممكن”.
ورداً على سؤال آخر، لفتت المصادر إلى «انّ الرهان على العامل الخارجي هو رهان خاسر سلفاً، حيث انّ أقصى حدود ضغط الخارج، يقف عند حث اللبنانيين على انتخاب رئيس، وهذا ما تمّ التأكيد عليه على مختلف المستويات الخارجية، وآخرها الاجتماع الخماسي في باريس». وقالت: «الحل منشأه داخلي، والخارج يتفاعل معه ويماشيه، تبعاً لاعلاناته المتتالية ودعواته بالتعجيل بانتخاب الرئيس، وبالتالي دول الخارج تدرك استحالة قدرتها على فرض مرشّح على اللبنانيين، وتدرك ايضاً انّ إصرارها على هذا الفرض على قاعدة «كن فيكون»، يعني إدخال الواقع اللبناني بتوترات وارباكات، وهذا ما لا يخدم مصالحها».