زحلة بوليتيكس – نشرت صفحة Lebanon Archive صورة لمطار رياق خلال الحرب العالمية الثانية عام 1940.

فبعد عام 1916 أقامت الفرق الهندسية الألمانية في رياق مدارج رملية وعنابر مؤن وشوادر وورشاً للصيانة على أراض زراعية تعود لعائلات مطران، وإده، وتابت وبيطار.

وتوسعت مع الوقت لتضم مهبطاً للطائرات الألمانية من طراز “رامبلر” التي كانت تنطلق لقصف مواقع الثوار في الحجاز مع طلعات استطلاعية فوق حدود السلطنة العثمانية.

ومع انتهاء الحرب الأولى وانتصار الحلفاء فيها، التفت الفرنسيون إلى أهمية موقع مطار رياق، فعملوا على تأهيل المدارج الرملية وتعبيدها وإنشاء أبنية لا تزال قائمة حتى اليوم، وقد دشّنه الجنرال “غورو” في آب 1920 في احتفال سلّم فيه قوات بلاده الجوية أعلامها.

في الحرب العالمية الثانية عاد الألمان إلى مطار رياق، بعد استسلام فرنسا وتوقيع حكومة فيشي معاهدة معهم، ما سمح للطائرات الألمانية بالتموضع في المطار لمساعدة رشيد علي الكيلاني في الانقلاب الذي قام به في العراق.

آنذاك “اصطفت” الطائرات الألمانية من نوع “مسر شميت” إلى جانب الطائرات الفرنسية “موران سولنيي” على أرض مطار رياق وانحصر دور الطائرات الألمانية بالمهمات الاستطلاعية.

مطار رياق العسكري في البقاع اللبناني خلال الحرب العالمية الثانية عام 1940 – صفحة أرشيف لبنان

تعرّض مطار رياق لغارات جوية متلاحقة خلال الحرب العالمية الثانية، فاستهدفت مدارجه المقاتلات البريطانية والأسترالية من دون تحقيق أهدافها بسبب نقل الطائرات الفرنسية إلى مجدلون قرب بعلبك. وكانت آخر الغارات الجوية التي تعرض لها المطار في تموز الماضي حين استهدفته مقاتلات اسرائيلية بعدة غارات ألحقت أضراراً في مدرجيه الجنوبي والغربي.

بعدما انتقل لبنان إلى سلطة فرنسا “الديغولية”، عين الجنرال شارل ديغول الضابط جان مورلي قائداً للقوات الجوية الفرنسية في الشرق، وأعاد الأخير تنظيم القاعدة الجوية مع رئيس مشاغل الطيران في القاعدة “أندريه كونش” بمعاونة اللبناني جورج مارون خير الله الميكانيكي في المطار منذ 1939 الذي أصبح لاحقاً مسؤول قسم صيانة الهياكل في رياق.

صورة جوية قديمة لمطار رياق – ويكيبيديا

في حقبة الإنتداب الفرنسي للبنان، كانت قاعدة رياق الجوية، نقطة جذب لكافة الوحدات العسكرية الأجنبية الموجودة في لبنان ومحيطه في سوريا والشرق، لكونها كانت تحوي مساحات للترفيه، وحدائق مزروعة، وأنظمة تدفئة مركزية، والتي لم تكن متوفرة في القواعد العسكرية في تلك الآونة.

في العام 1949، أخلت القوات الفرنسية القاعدة الجوية، لتسلمها للجيش اللبناني بحالة بائسة، نظرا لغياب الصيانة عنها لفترة طويلة، وكذلك نظرا لسرقة بعض الموجودات من قبل بعض الحراس. فعمد الجيش اللبناني لإعادة ترميمها وصيانة المباني والبنى التحتية فيها.

صورة حديثة لمطار رياق خلال تنظيم يوم مفتوح للبنانيين داخل القاعدة الجوية – موقع الجيش اللبناني

إشارة إلى أن سلاح الجو اللبناني تأسس في قاعدة رياق الجوية بتاريخ 1 حزيران من العام 1949.

المصادر: صحيفة الأخبار، مجلة الجيش اللبناني، صفحة Lebanon Archive

مشاركة.

التعليقات مغلقة.