كتبت إيفا أبي حيدر في الجمهورية

هذه التقلّبات السريعة للدولار هل هي اشارة إلى الفقدان الكامل للمركزي ولصيرفة في السيطرة الجزئية على السوق، لا سيما بعد فشل تدخّله الاخير الذي حصل نهاية العام الماضي، إذ لم يفلح في تهدئة السوق أكثر من ايام معدودة، بتداول كثيف تخطّى المليار و200 مليون دولار؟ أم هي ترجمة للنسبة المئوية لارتفاع الدولار التي يسير عليها، بحيث انّه كلما كان الدولار مرتفعاً كلما أتت زياداته متسارعة أكثر؟ فعلى سبيل المثال، إذا اعتبرنا انّ الدولار يرتفع شهرياً بنسبة 10%، فإذا كان سعره 5 آلاف ليرة سيزيد الدولار 500 ليرة، أما اذا كان سعر الدولار 50 الفاً فإنّ زيادة الـ10% هي فعلياً زيادة 5000 ليرة شهرياً كمعدل عام، وإذا ما اصبح الدولار بـ100 الف ليرة سيزيد بمعدل 10 آلاف ليرة شهرياً. تماماً كما كان يحصل في السابق بأسعار السلع عندما كان يزيد ثمن السلعة 1500 ليرة، هي فعلياً انعكاس لزيادة دولار واحد. أما اليوم، فإنّ زيادة 55 الفاً على سعر السلعة بين يوم وآخر هي فعلياً زيادة دولار واحد.

إلى جانب ذلك، هناك عوامل ظرفية تؤثر بدورها على سعر الصرف، إما تسرّع ارتفاعه واما تبطئ انخفاضه أكثر من اللزوم، تماماً كما يحصل لدى تدخّل المركزي في السوق من خلال التعاميم التي يصدرها، أو رفع حجم التداول على صيرفة. الّا انّ هذه العوامل هي محض ظرفية، لا تؤثر على مسار سعر الصرف العام الذي سيواصل ارتفاعه، لا سيما في ظل غياب اي خطط إصلاحية إنقاذية.

في هذا السياق، يقول الخبير المالي وليد ابو سليمان لـ»الجمهورية»، أن لا شيء مفاجئاً في موضوع ارتفاع سعر الصرف في ظل غياب اي خطط انقاذية، والأهم فقدان الثقة بالعملة. فاللبناني اليوم يفضّل اقتناء الدولار بدل الليرة، بما يساهم في زيادة الطلب عليه وبالتالي ارتفاع اسعاره.

وعزا ابو سليمان القفزات القياسية في الدولار بين يوم وآخر إلى سعر الدولار المرتفع، بحيث انّ اي زيادة عليه ولو بالنسبة المئوية التصاعدية نفسها التي كانت في السابق، ستبدو اعلى، حيث انّ زيادة 5% على سعر دولار 5000 تختلف عن سعر دولار 55 الفاً، حتى لو كانت النسبة المئوية نفسها.

أضف إلى ذلك، انّ مفاعيل التدخّل الاخير لمصرف لبنان في السوق لم تدم لاكثر من 10 ايام، لا بل أظهرت فشلاً ذريعاً، خصوصاً لدى اعلانه «انّ مصرف لبنان سيقوم ببيع الدولارات مقابل الليرات دون سقف لقيمة العمليات، ودون شروط». وفي الحقيقة، انّ الافراد والمؤسسات قدّموا الليرات للمركزي الّا انّه حتى الساعة فإنّ احداً لم يحصل على دولاراته.

*** للاطلاع على المقال كاملا من المصدر اضغط هنا

مشاركة.

التعليقات مغلقة.