سألت “الجمهورية”: “من سيبادر إلى كسر حدّة الاصطفاف والتقابل، من خلال اتصالات ولقاءات بعيدة من الأضواء، خصوصاً انّ هذا الاستحقاق يختلف عن الذي سبقه في ثلاثة جوانب أساسية:

وأضافت: “- الجانب الأول، انّ «حزب الله» لم يلتزم علناً لا برئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ولا برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وذلك على غرار التزامه بالعماد ميشال عون. والبعض بعتبر انّ عدم الالتزام العلني يعني ترك باب الخيارات مفتوحاً.

– الجانب الثاني، انّ الوضع المالي لا يتحمّل الشغور الطويل، إنما يشكّل عاملًا ضاغطاً على جميع الكتل والقوى من أجل الاتفاق على رئيس للجمهورية، تجنّباً لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

– الجانب الثالث، انّ دقّة الوضع المالي والاقتصادي وتعقيدات الوضع السياسي تدفع الكتل إلى ترجيح، في عمقها، الخيار الوسطي، لكي لا تتحمّل تبعات استمرار الانهيار، كون الخروج منه ليس سهلاً، خصوصاً أنّ لا المعارضة لديها مصلحة في انتخاب رئيس من صفوفها، تدرك سلفاً أنّه لن يتمكن من الحكم، ولا الموالاة لديها مصلحة في تكرار تجربة العهد الفائت وتحميلها مسؤولية الفشل في إخراج البلد من الانهيار، بعدما تمّ تحميلها مسؤولية دفعه إلى هذا الانهيار.

ولفتت “الجمهورية” إلى أنه “في غضون ذلك، لم يرشح بعد أي تطور ملموس على مستوى الحراك الديبلوماسي الجاري اقليمياً ودولياً حول لبنان”.

وفي هذا الاطار، قالت اوساط مطلعة لـ”الجمهورية»، إنّ المبادرة الفرنسية في اتجاه السعودية، والتي ستسبق القمة الاميركية – الفرنسية مطلع الشهر المقبل، يحرص الايليزيه على إبقائها طي الكتمان الشديد لعدم إحراقها وإفشالها. وبالتالي، فإنّ باريس لن تفصح عن الأفكار الجاري تحضيرها، الّا بعد ان تضمن بذور نجاحها. وغالب الظن، انّ باريس تنتظر تأكيدات سعودية بالموافقة مسبقاً على ما تمّ طرحه حول لبنان، قبل انتقال ماكرون الى واشنطن للقاء نظيره الاميركي. ووصفت هذه الاوساط ما يحصل بأنّه عمل بطيء ودقيق، ولكنه سينجح في نهاية الامر. وقالت: «إنّ الدور السعودي لاستعادة لبنان استقراره واستنهاض اقتصاده أساسي ومهم جداً، ولا بدّ من أخذ ذلك في الاعتبار».

بري وباسيل

وكشفت “الجمهورية” أنه “من جهة ثانية، وفي معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ التسريبات التي تمّ التداول بها حول الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس التيار جبران باسيل، لم تؤثر على العلاقة بين الرجلين، بل بالعكس هي الآن في أفضل حال، وما زال التواصل قائماً، وانّ المحادثات التي جرت بينهما كانت بعلم «حزب الله”. ونقلت اوساط نيابية عن بري لـ«الجمهورية» امتعاضه من الخطاب السياسي الصادر عن شخصيات سياسية وبعض المرجعيات، والذي «يتخذ منحى تقسيمياً شديد الخطورة»، معرباً عن قلقه من دلالات هذا الخطاب.

كذلك نقلت اوساط نيابية عن بري تأكيده، انّ لجنة التحقيق البرلمانية في اتهامات الفساد الموجّهة الى بعض الوزراء السابقين ستواصل عملها حتى النهاية لكشف كل الحقائق المتعلقة بهذا الملف”.

تحضيرات لجلسة الانتخاب

وتابعت “الجمهورية” افتتاحيتها”: “إلى ذلك، وفي انتظار جلسة الخميس السابعة لانتخاب رئيس الجمهورية، تتواصل الاجتماعات على مستوى الكتل النيابية وما بين مجموعات القوى المعارضة التي التقت الأسبوع الماضي في مكتبة ساحة النجمة، وستلتقي على شكل مجموعات من القوى الثنائية والثلاثية، لاستكمال البحث في بعض الصيغ المطروحة، من دون وجود أي صيغة جامعة حتى عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية»، انّه وعلى الرغم من التقارب الذي سجّله بعض الطروحات على مستوى التفاهم في أي خطوة تقود إلى ما يسمّى بـ «تشريع الضرورة» في ظلّ الظروف التي تعيشها البلاد وقبل انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ التقارب على مرشح واحد، سواء كان النائب ميشال معوض او غيره، لم يصل بعد إلى أي نتيجة”.

مشاركة.

التعليقات مغلقة.