،أصدرت مجموعة “ائتلاف قضاء زحلة” بياناً يروي القصة الكاملة للخلاف مع احد أعضائها، وجاء في البيان :”بدأ الانشقاق بخلاف بين طوني خوري مع منسق “زحلة تنتفض” جهاد الترك حول موضوع تمويل مكاتب للائتلاف الذي كان لا يزال في طور الانشاء. ووقع الإنفصال مع “زحلة تنتفض” عندما إنكشف أمر سعيها للتحالف مع “الكتلة الشعبية” برئاسة ميريام سكاف، بما يناقض توجهات الثورة، فنشأ الائتلاف من دون “زحلة تنتفض”، التي سارعت الى اعلان مرشحها عن المقعد الارثوذكسي الطبيب عيد عازار”.
وتابع البيان:” بينما كان الائتلاف يتحضر للاعلان عن نفسه، سددت “زحلة تنتفض” اولى الطعنات لوحدة الثورة، عندما إتفقت مع حمزة ميتا على الترشح في لائحتها عن المقعد السني، الذي رضخ لضغط مجموعة “حماة الدستور” من دون أن يعود حتى الى الرفاق الذين أمضوا معه الايام العصيبة في الشارع. والجدير ذكره ان “زحلة تنتفض” هي مجموعة وحيدة ينحصر نشاطها بمدينة زحلة، فيما “يضم ائتلاف قضاء زحلة – الثورة والتغيير” المجموعات الآتية: مواطنون متحدون، ثوار تعلبايا 17 تشرين، مجموعة ثوار بر الياس، انتفاضة شرق زحلة، حركة شباب البقاع، ثوار مجدل عنجر، بقاعنا، زحالنة، اتحاد زحلة والبقاع للتغيير وافراد مستقلون. وتتمثل في هيئته الادارية كل من المجموعات الثورية العابرة للمناطق الآتية: المرصد، لنا، لحقي وحزب سبعة، وبالتالي فهو صاحب الثقل الاكبر في قضاء زحلة”.
وأضاف البيان:” إعتمد الائتلاف منهجية لاختيار المرشحين على لائحته، قائمة على “القاعدية والتشاركية”، بحيث تشكلت لجنة من مجموعات الثورة والافراد المستقلين المنضوين في الائتلاف، وضعت المعايير التي على اساسها سيتم المفاضلة بين المرشحين، ووضعت رقم هاتف لمن يرغب بأن يضع ترشيحه في عهدة الائتلاف. وبدأت المفاضلة باجتماعات يومية طويلة، ومقابلات مع المرشحين، الذين وضعت لهم اللجنة علامات بناء على استيفائهم للمعايير. فكان أن نجح كلٌ من المختار ناصر صالح عن المقعد السني، لينا كوكجيان مرشحة “حزب سبعة” عن المقعد الارمن الارثوودكس، احمد المكحل عن المقعد الشيعي، ومن المرشحين الذين لم يشهدوا منافسة على مقاعدهم تم قبول ترشيح كل من طوني خوري عن المقعد الماروني، ونيفن هاشم عن المقعد الارثوكسي بتزكية من خوري نفسه ومن “مواطنون متحدون”.
وتابع بيان “ائتلاف قضاء زحلة”:”في هذا الوقت، لعب عاملان ضد إعتماد اللائحة وإعلانها، وكلاهما يقف خلفهما طوني خوري: إفساح الائتلاف في المجال أمام التوحد مع “زحلة تنتفض”، الذي كان طوني خوري يتولى المفاوضات معها بشخص عيد عازار. الا انه رغم موقفها العلني من الوحدة، فإن “زحلة تنتفض” إعتمدت أسلوب المراوغة، وسعت مع طوني خوري، كما تبين لاحقاً على إستبعاد المرشح المختار ناصر صالح، ذلك أنه حتى بعد أن اعلن المختار صالح في إتصال هاتفي مع عيد عازار عن إستعداده للتنحي، كان رد الاخير بأنه أحال ملف التفاوض لمنسق “زحلة تنتفض” جهاد الترك. لتظهر الايام بأن كل من خوري و”زحلة تنتفض” يسعيان خلف الدعم المالي لحركة “سوا للبنان”، “زحلة تنتفض” من تحت الطاولة وخوري جهاراً”.
وأضاف:” من جهته كان طوني خوري يخلق بلبلة في الائتلاف، ويحاول الانقلاب على نتائج المفاضلة بين المرشحين. إذ كان يسعى لإعتماد مرشحي “الجبهة المدنية” المستعدة لتمويل الحملة الانتخابية للائحة ب 400 الف دولار، محاولاً فرض المرشح نجيب الخطيب بديلاً عن المختار صالح، بأساليب ملتوية حد إخفائه ورقة نتائج المفاضلة. وكان قبلها قد سعى الى أخذ الائتلاف بإتجاه منصة “نحو الوطن”، إلا أن موقف المختار صالح الحاسم داخل مكاتب المنصة المذكورة جنّب الائتلاف السقطة التي كان يجرها طوني خوري إليها. وهنا يذكر أن الائتلاف كان حازماً منذ الاجتماعات الاولى لتشكيله، برفضه التعاون مع “كلنا إرادة” لكونها تتعاون مع مكونات من السلطة تقدم نفسها على أنها من “المعارضة”، وكذلك حركة “سوا للبنان” التابعة لبهاء الحريري من منطلق رفضها للمال وللتوريث السياسيين. بعدها تبين ان “زحلة تنتفض” غير راغبة فعلياً بالتوحد، وأن كل ما تفعله هو إستهلاك وقت الائتلاف فيما هي ماضية بتشكيل لائحتها. وبعد الارتياب بدور طوني خوري في الائتلاف، فتحت قناة تواصل مع “مواطنون ومواطنات في دولة” عبر المجموعات العابرة للمناطق الممثلة بالائتلاف، بغرض التحالف مع لائحتها في دائرة البقاع الاولى بناء على برنامج إنتخابي، وقد تكللت المساعي بالنجاح، سيما مع قبول المختار صالح بالتنحي لصالح التحالف. الا أنه في الليلة نفسها عاد طوني خوري وظهر في مقرّ الائتلاف، ومرة اخرى نجح بزرع البلبلة والشقاق، محاولاً إلصاق صفاته بممثل مجموعة “لحقي” في الائتلاف خالد حمود، ولم يتوان خوري عن إستخدام العنف عندما واجهه حمود بالوقائع التي تدينه. الا أن طوني خوري الساعي لتحقيق مراده، أو مراد من يقف خلفه لتشتيت أصوات الثورة ولاسيما الصوت السني، عاد وأقنع اعضاء الائتلاف باعلان اللائحة، مستفيداً من غياب ممثل “لحقي” ومدعياً بأن سعيه خلف الممولين إنما هو لتمويل حملة الائتلاف، وبان لا مشكلة له مع المختار صالح. وعليه أعلنت لائحة باسم الائتلاف ضمت كل من المختار صالح، طوني خوري، لينا كوكجيان واحمد المكحل وأضيف اليها خليل يونس مرشحاً كاثوليكياً. على أثرها إنسحب ممثل “لحقي” من الائتلاف. ولأن شعلة الثورة تنقي من الشوائب، وتظهر المعادن الحقيقية للناس. فقد ظهرت المؤامرات التي كان يحيكها طوني خوري مع لينا كوكجيان، بعد أن إنتقل خوري لاهثاً وراء “سوا للبنان” متعاونا مع ممثلها في البقاع محمد شوباصي. وبعد أن فضحت كوكجيان نفسها بطلبها المال في تسجيل صوتي، تلتها فضيحة أخرى بانكشاف عرض تقدم به خوري وشوباصي الى كل من المرشحين الشيخ خالد عبد الفتاح ورضا الميس، كلٌ على حدى، ويقوم على أن يدفع المرشح للمختار صالح مبلغ 50 الف دولار للتنحي، مقابل وعد بإعادة المبلغ له مضاعفاً عندما تبدأ “سوا للبنان” بالتمويل، وإعتماده مرشح اللائحة السني بدل صالح .
وتابع البيان:”مع تمادي خوري وشريكه الجديد، عزم الائتلاف على أن ينسف اللائحة وينقذ الثورة منها، فزرعا بين ثلاثي خوري- شوباصي وكوكجيان، ممثل مجموعة تعلبايا 17 تشرين ملحم الحشيمي، الذي إدعى بأنه بصفهم، وظنوا هم بأنهم إشتروه بوعد دفع 50 الف دولار، فيما كان الحشيمي يطلع رفاقه في الثورة عن مجريات الايام الاخيرة، وما يحاك من تسلق واستغلال مالي للثورة التي دافعوا عنا باللحم الحي.
فقد تبين أن خوري وشريكاه كانا يسعيان الى مغافلة المختار ناصر وتسجيل اللائحة خالية منه وإستبداله بمرشح سني آخر، لتقديمها لحركة “سوا للبنان” مقابل الدعم المنشود. وخيارهم الاول كان المرشح رضا الميس، الذي طلبوا منه مبلغ 200 الف دولار فرفض دفعها، وفي الوقت نفسه سعيا لضم المرشح عماد قزعون الذي رفض الانضمام الى اللائحة من دون موافقة المختار صالح، ووضعا المرشح زياد عراجي في الحسبان خياراً ثالثاً. ومع إنكشاف اللعبة للائتلاف، كان الاعتماد عمن إحتسبهم من الشرفاء لأجل ردع تسجيل لائحة لا تمت للثورة الا بالشعارات المسروقة من نضال شبابها. فتواصل ملحم الحشيمي مع المرشح رضا الميس ووضعه في اجواء ما يحاك. وبدوره توجه الميس الى منزل كوكجيان حيث كان من المفترض أن ينسحبا ويقطعا الطريق على المستغلين. الا أن وحده المرشح الثوري أحمد المكحل كان وفياً للثورة وكان عند كلمته ورفض الانضمام الى لائحة حملت إسم لائحة “التغيير”، لائحة هي ما سقط من شظايا تفجير الائتلاف لما يحاك للثورة وباسمها”.