رأت 'الجمهورية' في عدد اليوم الخميس أن 'الأجواء رمادية في 'بيت الوسط'، وأوساطه تعتصم بالصّمت إنفاذاً لقرار للرئيس المكلّف بعدم المقاربة العلنية لموقفه، وعدم الإنجرار إلى ايّ سجال يسعى البعض الى جرّ الرئيس المكلّف اليه. في وقت تؤكّد مصادر قريبة من القصر الجمهوري ان لا جديد يُذكر على خط الاتصالات، وما زال رئيس الجمهورية يؤكّد انّ الاولوية هي لتشكيل حكومة سريعاً، وهو بالتالي ما زال ينتظر ما سيقرّره الرئيس المكلّف، ليُبنى على الشيء مقتضاه'.
وأضافت: 'بحسب مصادر موثوقة، فإنّ الحديث عن اعتذار الرئيس المكلّف عن تشكيل الحكومة، مصدره منصّات اعلامية وغير اعلامية، بدت في الآونة الأخيرة وكأنّها متخصّصة في قياس المسافات، فتارة تقول انّ الحريري صار على بُعد قريب من قرار الإعتذار، وتارة أخرى تقول انّ اعتذار الرئيس المكلّف او عدمه، لا يزالان على بُعد متساوٍ. وفي الوقت نفسه تختلق سيناريوهات افتراضية أو بالأحرى تضليليّة لحوارات لم تحصل، وخصوصاً بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، توحي وكأنّ مروّجي هذه السيناريوهات او الحوارات، كانوا طرفاً مشاركاً في لقاءات بعضها حصل بشكل مغلق لا ثالث معهما، وبعضها لم يحصل.
ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن اعتذار وشيك للرئيس المكلّف، قالت المصادر الموثوقة: 'من بداية الامر، حينما تصاعد الصراع بين الحريري وعون ومن خلاله جبران باسيل، سمعنا من مقرّبين من الحريري كلاماً يفيد بأنّ اعتذاره مطروح على الطاولة الى جانب مجموعة من الخيارات الاخرى. ويبدو انّ موقف الحريري ما زال متساوياً حيال تلك الخيارات كلها'.
وتابعت 'الجمهورية': 'اضافت المصادر: 'لا نريد ان نستبق موقفه بحسم الاعتذار او عدمه، ولا نريد ان نتحدث عمّا في النيات، فحتى الآن لم نسمع منه أنّه حسم قراره وسيعتذر، نسمع عن ذلك فقط في الاعلام ومن بعض خصوم الحريري. علماً انّه لو كان قد حسم خياره بالاعتذار فلماذا لم يعتذر بعد؟'.
واستدركت المصادر قائلة: 'نفترض انّ خيار الاعتذار على طاولة الحريري، فلو انّ مفاعيله ستكون ايجابية على الرئيس المكلّف، فبالتأكيد هو لن يتوانى على اتخاذ هذه الخطوة، ولن يتأخّر فيها. اما اذا كانت مفاعيله سلبية، فالامر البديهي انّه سيتريث، ولن يتسرّع في اتخاذ خطوة من هذا النوع. وفي أي حال فلننتظر ما ستحمله الايام المقبلة، وفي ضوء ذلك يتحدّد الخيط الابيض من الخيط الأسود'.
الحريري: كل الخيارات
الى ذلك، علمت 'الجمهورية'، انّ الرئيس الحريري اجتمع بكتلته النيابية، ووضع اعضائها في ما آلت اليه تطورات الملف الحكومي. وأوضحت: 'بحسب المعلومات، فإنّ الحريري عرض وجهة نظره من ملف التأليف، مؤكّداً انّ الامور ما زالت مقفلة بسبب تعنت رئيس الجمهورية ومن خلفه جبران باسيل.
وقال الحريري لنواب كتلة 'المستقبل'، انّه التقى الرئيس بري الاثنين الماضي، 'وقد تكلمنا في كل شيء'. ولفت الحريري الى 'اننا عندما قبلت المهمّة بترؤس حكومة، قبلتها لأنّه كان لديّ تصوّر حول كيفية الخروج من الازمة التي دخل فيها البلد'. وبعدما اشار الى التعقيدات والتعطيل المتعمّد من قِبل عون وباسيل، قال: 'انّ في كل الأحوال لن اقبل في ان اكون على رأس حكومة كيفما كان'.
واضاف: 'انطلاقاً من كل ذلك، فأنا لديّ امامي مجموعة اقتراحات، اقوم بدراستها من جديد، ومن ضمنها موضوع الاعتذار'.