أشارت 'الجمهورية' في عدد اليوم الثلثاء إلى أنه 'على ما بات مؤكّداً في رأي مصادر سياسية، فإنّ رئيس الجمهورية – ومعه فريقه السياسي – بات في مواجهة جبهة سياسيّة عريضة تغطي الحريري وتستعجل التأليف وفق الاصول الدستورية، ألمح اليها الرئيس بري في السّاعات الأخيرة، وتشمل إلى جانب المرجعيّة السنيّة الدينيّة والسياسيّة وايضاً الى جانب مرجعيات مسيحية اخرى دينية وسياسية، حركة 'أمل'، 'حزب الله'، تيّار 'المردة'، 'الحزب التقدّمي الاشتراكي' وشخصيات سياسية أخرى'.
صفحة جديدة من التوتر
وأشارت إلى أنه 'اذا كان قصد فريق 'تحصين التكليف' هو الحثّ على تفاهم الرئيسين عون والحريري على تشكيل حكومة وفق مبادرة الرئيس بري، وبمعايير تقدّم مصلحة لبنان على المصالح الشخصيّة والحزبيّة، إلّا أنّ الصورة في المقلب العوني تعكس شعوراً بالإستفزاز من بروز هذا المحور، والذي اعتبره 'خطوة تصعيدية ومحاولة لحشر رئيس الجمهورية وتحميله مسؤولية تعطيل الحكومة، فيما التعطيل يتحمّل مسؤوليته الرئيس المكلّف'.
وأضافت: 'يؤشر ذلك، وعلى ما تؤكّد مصادر سياسية لـ'الجمهورية'، الى انّ المشهد الداخلي بين هذين المحورين المتناقضين، أو بالأحرى الإصطفافين اللذين يتبدّى فيهما البعد الطائفي والسياسي، على عتبة صفحة جديدة من التوتّر السياسي، وخصوصاً انّ عقلية الاشتباك والتوتير في كل الاتجاهات، هي التي تحكم مسار تأليف الحكومة منذ تكليف الحريري في تشرين الاول من العام الماضي. وبالتالي مع صراع هذين المحورين تتضاءل إمكانية تشكيل حكومة، وتصبح كل الاحتمالات السلبية واردة'.
عون لن يخضع
ولفتت 'الجمهورية' إلى أن 'الرئيس عون، وكما يقول مطلعون على أجواء القصر الجمهوري، لن يخضع لما يسمّيها هؤلاء 'أي محاولة ابتزاز'، ولن يتراجع عن المسلمات والثوابت التي حدّدها حيال تشكيل حكومة وفق معايير محدّدة تحترم أسس التوازن. ويعتبر انّ الكرة في ملعب الرئيس المكلّف الذي لم يثبت حتى الآن أنّه قادر على تشكيل حكومة.
وأوضحت: 'بحسب هؤلاء المطلعين على اجواء القصر الجمهوري، فإنّ الرئيس عون يرى انّ ثمة مماطلة متعمّدة من قِبل الرئيس المكلّف حيال تأليف الحكومة، ورئيس الجمهورية لن يكون في مقدوره ان يصبر عليها، وباب الخيارات مفتوح'.
أوساط 'التيار': الحريري يهرب
وتابعت 'الجمهورية': 'في السياق ذاته، رفضت مصادر 'التيار الوطني الحر' اتهام التيار بتعطيل تأليف الحكومة، وقالت لـ'الجمهورية': 'كنا وما زلنا نريد حكومة برئاسة الحريري، لكنه يهرب من التأليف، ويغطي هروبه بالإصرار على فرض معايير تتجاوز موقع وصلاحيات رئيس الجمهورية'.
واعتبرت المصادر، انّ 'محاولة حشر رئيس الجمهورية لحمله على التنازل عن ثوابته، مصيرها الفشل الحتمي. فمن يسعى الى ذلك يبدو انّهم لا يعرفون رئيس الجمهورية'.
الحريري: جبران هو المعطّل
وأشارت 'الجمهورية' إلى أن 'الرئيس المكلف، وعلى ما تؤكد اوساط قريبة منه، ما زال يعطي فرصة للاتصالات ولمبادرة الرئيس نبيه بري، لعلّها تتمكن من تحقيق الخرق المطلوب، الذي يوصل الى حكومة بات تأخيرها يكلّف لبنان واللبنانيين أكلافاً باهظة.
وأضافت: 'لفتت المصادر الى انّ تعطيل تاليف الحكومة مصدره وحيد ومعروف للجميع هو رئيس الجمهورية وجبران باسيل. فالرئيس المكلف قدّم أقصى ما لديه من تسهيلات للتعجيل في تأليف الحكومة وكان وما زال متجاوباً الى اقصى الحدود مع مبادرة الرئيس بري، فيما فريق رئيس الجمهورية يختلق العقدة تلو الأخرى ضمن المنحى الذي يتّبعه عبر محاولة فرض أعراف وآلية جديدة لتأليف الحكومات خلافاً للدستور وقفزاً فوق موقع رئيس الحكومة وصلاحياته.
وتابعت: 'أكدت الأوساط ان الرئيس الحريري لا يمكن ان يقبل بهذا التجاوز للدستور، ولا بالمس بصلاحيات الرئاسة الثالثة، ولا بالتعاطي مع رئيس الحكومة كحرفٍ ناقص وكابن جيران لا علاقة له بتأليف الحكومة، ومحاولة تقييده بشروط تمنع عليه حق ان يختار من يشاء من الوزراء سواء أكانوا مسلمين او مسيحيين، هذا امر لا يمكن القبول بترسيخه في اي حال من الاحوال'.