لفت الزميل نقولا ناصيف في مقاله اليوم في 'الأخبار' إلى أنه 'مع ان الحريري اعتاد التلويح بالاعتذار في مناسبة تلو اخرى، الا انه يعرف الآن ان مفتاح الاعتذار ليس عنده، بل في جيب مَن عدّه الحليف الوحيد الذي وقف الى جانبه باستمرار، وهو رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وأوضح: 'اقرّ اولاً انه اضحى ظهيره الوحيد وآخر حلفائه، وقال عنه وعن نفسه انهما واحد، مع ان للعبارة طعماً اطيب مذاقاً لو ان برّي قال ما لم يقله وقد لا يقوله، وهو انه هو والحريري واحد. عبارة الرئيس المكلف تعكس شغفاً يشبه به والده الراحل رفيق الحريري، مع ان من النادر العثور في الابن على سرّ ابيه. هذا الشغف هو المبالغة والافراط فيها'.
بري ملاذ الحريري الوحيد
ورأى ناصيف أنه 'عندما كان الحريري الاب يغالي في مشاعر الود والتحالف، لم يكن خافياً انه كان يتكىء في الوقت نفسه على ظهيرين حديديين حميا دوره ووجوده في رئاسة الحكومة وفي المعادلة السياسية، هما السعودية وسوريا'. وأضاف: 'لأن الحريري الخلف فقد هذين السندين وتفككت احلافه المنسوجة منذ عام 2005 مع وليد جنبلاط والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، اضحى رئيس البرلمان ملاذه الوحيد. هو الذي منعه اولاً من التهديد باستقالة نواب كتلة المستقبل السنة الماضية، وهو الذي شجعه على الترشح لترؤس الحكومة، وهو الذي يوقفه اليوم على الركبتين الصلبتين. بذلك، وحده برّي يملك ان يقول للرئيس المكلف ان يبقى كما هو او ينصحه بالاعتذار'.
المحاولة الجديدة
ولفت ناصيف إلى أن 'المعلوم الآن ان رئيس المجلس ضد اعتذار الحريري. وكشف أنها 'ليست المحاولة الاخيرة التي تحدث عنها الحريري امام المجلس الشرعي الاسلامي السبت، سوى ما ذكرته معلومات عن ان برّي طلب منه اعداد تشكيلة حكومية من 24 وزيراً مكتملة المواصفات، يضع فيها الاسماء التي يختارها على ان يسمي الوزيرين المسيحيين الاخيرين – المختلف عليهما مع رئيس الجمهورية ميشال عون – من بين الاسماء التي لا تُواجَه باعتراض او تحفّظ، على ان يعرضها على رئيس الجمهورية'.