احتفلت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك بسيامة ابن غدراس، الشماس الإنجيلي ايليا عون كاهناً جديداً على مذابحها، في قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة ترأسه راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش بمشاركة لفيف الإكليروس الموقر، وخدمته جوقة يوحنا الذهبي الفم بمشاركة المرنم الأول في الأبرشية جورج رياشي.
حضر القداس، النواب: جورج عقيص، سليم عون وشوقي الدكاش، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، قائد فوج التدخل السادس العقيد الركن دافيد بشعلاني ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، رئيس مكتب امن زحلة والبقاع الأوسط في مخابرات الجيش اللبناني الرائد رمزي رميح، مختارة غدراس كاتيا مرعب وحشد كبير من المؤمنين بخاصة اهل الكاهن الجديد وعائلته.
بعد الإنجيل المقدس، القى المطران درويش عظة هنأ فيها الكاهن الجديد وقال:
'عندما قررت مع المسؤول عن الدعوات في الأبرشية الأب جوني أبو زغيب والشماس ايليا عون تاريخ الرسامة الكهنوتية، بدأت أمازح الشماس وأسأله من وقت إلى آخر: هل أصبحت جاهزا للذبح وهل اصبحت مستعدا لتقبل الوديعة وفي كل مرة كان يبتسم ويجيبني أنا جاهز منذ زمن.
الحقيقة أن الكاهن هو فعلا رجل ذبيح على هيكل الرب، على مثال يسوع يقدم ذاته ذبيحة من أجل الآخر، يُضحي ويعمل من أجل أن تكون لهم حياة الله بوفرة.
الرب هو الذي يختار الكاهن كما يقول أرميا النبي: 'قال لي الرب: 'قبل أن أصوّركَ في البطن اخترتكَ، وقبل أن تخرجَ من الرَّحِمِ كرَّستكَ' (أر1/4).
كلمات الرب لإرميا تتوجه اليوم للكاهن الجديد قبل أن يرتسم على مذابح الأبرشية، فالرب أحبه ودعاه وحمله في قلبه وربطه بحبه وأخذه بيده منذ صغره وهيأ والده ووالدته لكي يقدماه إلى الكنيسة.'
واضاف ' ليس من السهل أن يصير الإنسان كاهنا في هذه الأيام، فالمدعوون كثيرون، كما يقول يسوع، لكنَّ الذين يلبون الدعوة هم قليلون، الأب ايليا هو الكاهن التاسع الذي أرسمه خلال هذه السنوات العشر وهذا فرح كبير لي أن أقدم لكنيستنا ولأبرشيتنا كاهن جديد مليئ بالحماس ومستعد للتفاني بالخدمة. فمنذ الصباح أفكر بماذا أشبه لكم الشماس ايليا المزمع أن يصير اليوم وفي هذه الذبيحة كاهنا.
لم أجد أجمل من قصة التلميذين اللذين كانا متجهين سيرا على الأقدام إلى بيتهما من أورشليم إلى بلدتهما عمّاوس، والبلدة تبعد بحدود (10 كلم) عن أورشليم. آمن التلميذان بأن يسوع هو المخلص لكنه عندما صُلب شعرا بأن رجاءهما ذهب مع الريح went up in smoke فقد كان صلب المسيح يناقض المنطق البشري، لكن غريبا انضم فجأة إليهما وهما في الطريق وقال لهما: 'ما هذا الحديث الذي تخوضان به وأنتما سائران' (لو24/16) فأخبراه عن يسوع الناصري وعما فعله وتكلم به وكيف صلبه رؤساء كهنة اليهود.
إن رسالة الكاهن تقوم بأن يرافق الناس مثل يسوع في طرقهم الحزينة والموحدة والمفرحة، يسمعهم، يُصغي إليهم، يؤأسيهم، يبثُّ فيهم الرجاء، يشرح لهم الكتب المقدسة، يفتح أعين إيمانهم ويساعدهم ليتعرفوا عند كسر الخبز على المسيح القائم. هل يوجد أجمل من هذه الرسالة؟ أن تكون مثل يسوع..
عندما يتكلم بولس الرسول عن دعوته، يتهللُ فرحا، فقلبه هو الذي يتكلم، فالمسيح استولى عليه ودعاه لِيُبشر: 'دعاني بنعمته وكشفَ ابنه فيَّ لأبشر' (غلا1/15).
وضع بولس الرسول خطا واضحا للكاهن فعليه أن يتذكر دائما أن الله دعاه ليبشر بتعاون وثيق وتضامن مجاني مع أبناء الكنيسة فهو مؤتمن على البشارة. كما عليه أن يكون خادما لا يتأثر بحكم الناس وانتقاداتهم، فلا مديحهم ولا كلامهم البطال يؤثران به ولا يزعزعان ثقته بالله ولا بكهنوته.'
وختم سيادته ' أهنئ الشماس برسامته، كما أهنئ والديه جوزف ورولا وأشكرهم على هذه الهدية التي قدماها للكنيسة، كما أشكر أخويه ساسين وشربل، والشكر الكبير لزوجته باتريسيا التي ستكون إلى جانبه في خدمته الرسولية.
برسامتك اليوم ينتهي دورنا، أريد أن أسلمك للعذراء مريم، أم الكنيسة وأم الكاهن وأقول لها: 'هوذا أبنكِ' وأنت بدورك خذها إلى خاصتك…
الشكر لله لأنه قاد الشماس ايليا، الكاهن الجديد إلى المذبح والشكر للأخوة الكهنة الذين رافقوه ليصل إلى هذه الدرجة السامية. لكم جميعا أيها الأخوات والأخوة سلام الرب ونعمته. آمين' .
وبعد انتهاء دورة القرابين، خرج الشماس عون يرافقه عراباه الأب ايلي البلعة والأب شمعون عون من الباب الشمالي للهيكل وصولا الى الممر الرئيسي في الكاتدرائية حيث اعلن العراب امام الحضور الكاهن المرتسم، في وقت جلس فيه المطران درويش على كرسي امام الهيكل، ولدى وصول الكاهن المرتسم مع عرابيه الى امام الهيكل قبل الصليب في يد المطران ودخل برفقة العرابين وقبل زوايا المذبح المقدس ثلاث مرات، ومن ثم جثا على ركبتيه على زاوية المذبح في حين وضع المطران درويش البطرشيل ويده على رأس الكاهن المرتسم وتلا الصلاة الخاصة بسيامة الكهنة.
ومع انتهاء الصلاة، قدّم اهل الكاهن المرتسم الثياب الكهنوتية الى المطران الذي البسه اياها مع ترداد كلمة 'مستحق' لدى الباسه كل قطعة مترافقاً مع ترنيم الجوقة، ومع الباس القطعة الأخيرة علا التصفيق في الكاتدرائية وهنأ المطران درويش الكاهن الجديد، الذي توجه الى القاء التحية على الحضور واهله وعائلته.
وفي نهاية القداس كانت كلمة شكر للأب عون.
ويحتفل الكاهن الجديد بقداسه الأول يوم الأحد 20 حزيران الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في كنيسة سيدة النجاة – غدراس.