أكتب مقالتي هذه من باب حرصي أن أعيش في بيئة متنوّعة كما تربيت. ولهذه البيئة المتنوّعة منافع وفوائد جمّة لا ندركها الا عندما نفقدها. التنّوع حياة. أما الآحادية فهي موت محتّم. التنوّع يسمح بهامش أكبر من الحريّة. بينما الآحادية تقتلها. التنوّع يدفع باتجاه أفق أوسع حتى ولو لم يكن هناك تقبل. التنوّع يدفع باتجاه معرفة أشمل وان لم يكن هناك حشرية معرفية. التنوّع يفرض غنى فكري. التنوّع يفرض غنى حضاري.
أكتب مقالتي هذه من باب خوفي وحرصي على مسيحيي لبنان حفاظاً على هذا التنوّع، وليس أبداً من باب مراءاة لبنانية كما يمكن للبعض ان يتخيّل. ولا أكتب من باب مسايرةً لزوجتي كما يمكن لبعض آخر أن يتهمني به. فرانيا وأنا قررنا منذ البداية أن نعيش مفهوم آخر مختلف عن ما عاشته وتعيشه العائلات الدينية اللبنانية من تعايش وتقبل، فتكاذب وتقاتل، ثم محاولة تفاهم مجدداً. نحن قررنا أن نعيش مفهوم انصهار كلي. وأعتقد نجحنا بذلك.
رموز مسيحية رائدة في المنطقة
أكتب أيضاً دون أن أخفي رأي الصريح والواضح. فأنا أتمنى أن أرى حاضراً رجال دين ورجال فكر ورجال سياسة مسيحيين يقودون شوارع منصهرة تماماً وغير مفرزة كما حالنا اليوم. وهنا أتوجّه الى شبابنا عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً وأسألهم. هل أخبركم أحد عن بطريرك الروم الأرثوذكس غريغوريس حداد “أبو الفقراء” الذي رفع رغيف الخبز وسأل الخباز “هل كتب عليه للمسيحيين فقط؟” وشارك في جنازته (1928) في دمشق أكثر من 100 ألف شخص. هل أخبركم أحد عن هيلاريون كبوجي مطران الروم الكاثوليك في القدس. هل أخبركم أحد عن عطالله حنا مطران الروم الأرثوذكس في القدس. هل أخبركم أحد عن غريغوار حداد أيقونتنا اللبنانية مطران بيروت للروم الكاثوليك. هل قرأتم عن المعلّم بطرس البستاني وابنه سليم. هل قرأتم للشيخ اليازجي ولفارس الشدياق. هل قرأتم لفرح انطون الطرابلسي. هل خطر لكم أن تغوصوا في فلسفة ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران غير النصوص القليلة المحايدة التي تعلّمناها في المنهاج المدرسي. هل تعرّفتم على “أبو محمد” مارون عبّود. هل حاولتم قراءة النظرية الاجتماعية والسياسية لأنطون سعادة أو ميشال عفلق أو قسطنطين زريق على حقيقتها قبل الرضوخ لتحليلات أحد من الموتورين المغالين. هل سمعتم عن فارس بيك الخوري المسيحي اللبناني من الكفير(حاصبيا) الذي عين وزيراً للأوقاف (الاسلامية) في سوريا ثم رئيساً للبرلمان السوري ورئيساً للحكومة السورية في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. هل تعرّفتم على “الحكيم” جورج حبش الذي أعطى للعمل السياسي صفاءً ونقاءً وزهداً وصدقاً وفرض نفسه على أبرز القادة السياسيين العرب. هل تعرفتم على صديق الحكيم “أبو هاني” وديع حداد الذي أرعب الصهاينة – أكثر من أي فصيل يدّعي معاداة الصهاينة – بعمليات خطف الطائرات والعمليات الأمنية حول العالم.
هل اخبركم بالمزيد. العديد ممن هم من طينة هؤلاء المفكّرين والسياسيين والعظماء. لكن الآلة الاعلامية للمستعمرين – القدماء منهم والجدد – تطمس كل ما يشير الى مثل هذه النماذج حتى ولو اضطرت الى تزوير التاريخ. وكثيراً ما زوّرته.
هواجس فاتيكانية حول لبنان
في الخامس والعشرون من تشرين الثاني 2021 غرّد البابا فرنسيس عن لبنان كاتباً: “أيها الرب الإله خُذ لبنان بيده وقُل له:”إنهض، قُم!” كما فعل يسوع مع ابنة يائيرس”.
وللذين لا يعلمون، يائيريس هو رئيس المجمع الديني اليهودي في كفرناحوم في الجليل وقد جاء الى السيد المسيح طالباً منه شفاء ابنته البالغة من العمر 12 عاماً. كانت هذه احدى عجائب السيد المسيح الذي أعاد ابنة يائيريس الى الحياة بعد موتها. في هذه الكلمات القليلة التي اختارها البابا فرنسيس بعناية، عمق ورسائل متعدّدة. يقرّ البابا ضمناً أن لبنان أصبح في حالة موت سريري تماماً كحالة ابنة يائيريس. كما يقرّ أيضاً في تغريدته أن لبنان أصبح بحاجة الى احدى العجائب الالهية كي يقوم من موته على غرار عجيبة السيد المسيح مع ابنة يائيريس. يبعث البابا رسائل في اتجاهات عدّة. أولى للغرب (ذو الخلفية والثقافة المسيحية) للتوقف عن قياس الأمور بميزان الأرباح والخسائر الاقتصادية والسياسية والاندفاع نحو المساهمة في ايجاد الحلول. فالمسيح أقام عجيبة القيامة من الموت مع ابنة أحد رؤوساء اليهود، اليهود الذين سيطالبون لاحقاً بصلبه بدل باراباس، وبالرغم من ذلك لم يتردد المسيح أبداً من القيام بعجيبة القيامة وطغى الشعور الأبوي الالهي على أي شعور آخر بشري. وتحت هذا العنوان نفسه، أرسل البابا رسالته الثانية الى الداخل اللبناني أن انفتحوا على بعضكم البعض، وتماثلوا بالمسيح الذي خرج من الطبيعة البشرية الى فضاء الهي رحب وواسع. لم يعزل المسيح نفسه في المغاور والوديان بالرغم من أن الظلم الذي لحقه لا يماثله ظلم. وهو أصرّ على مبادئه وتعاليمه مبشّراً بها ثم قاد ثورة علنية عالماً ان نهايته ستكون ما كانت عليه.
الأخطار الداهمة
دعونا نعدد سريعاً بعض أهم الأخطار الدولية والاقليمية والمحلية المحدّقة بالوجود المسيحي في لبنان منذ انشاء دولة لبنان الكبير الى يومنا هذا.
يتّفق كل المراقبون الدوليون أن ميازين القوى في العالم الغربي بدأت تتغيّر منذ بداية القرن العشرين مع ضمور للدور الأوروبي أمام صعود مضطرد لدور أميركي أصبح أحادي في الثلاثين سنة الماضية. ونعيش حالياً بداية مرحلة ضمور للدور الأميركي الآحادي أمام دور صيني من جهة، أو روسي من جهة، أو يمكن مستقبلاً هندي من جهة أخرى. اذاً أي مراهنة مستقبلية على دور غربي داعم أو حامي لمسيحي لبنان هو مراهنة خاسرة. واذا ما قبلنا على مضض النظرية التي سوقت وتسوق أن الغرب دعم ويدعم مسيحي لبنان من خلفيته الثقافية المسيحية (أنا شخصياً ضد هذه النظرية الأسطورية ولا مجال لمناقشتها في هذه السطور)، فماذا سيفعل أصحاب هذه النظرية أمام ضمور الدور الغربي في بلاد الشام وتعاظم دور شرقي لا ديني، أو بوذي أو الى حدّ ما أرثوذكسي أصبح على مقربة منهم في سوريا أو العراق أو حتى في الخليج العربي.
لقد انكشف كذب الغرب ورياؤه – بعدما زرع في الوجدان المسيحي أنه حامٍ لدوره في لبنان وضامن له – في عدّة محطات آخرها كان اتفاق الطائف الذي قضم الكثير من دور وصلاحيات الطوائف المسيحية والمارونية خصوصاً. ومن المفيد أن نذكّر ما أسرّ به صراحةً المبعوث الرئاسي الأميركي السفير دين براون عام 1976 الى الرئيس سليمان فرنجية الذي ردد ذلك حتى آخر أيامه “مآلكم كندا وها هي البواخر قبالة شواطئكم بانتظاركم في عرض البحر”.
أما على الصعيد الاقليمي فان غنى منطقتنا من المتوسط وصولاً الى الخليج العربي بمصادر الطاقة خصوصاً وغيرها من الموارد الأخرى عموماً، اضافة الى موقعها الجيوسياسي، أدى سابقاً وسيؤدي مستقبلاً الى صدامات عديدة إن على مستوى العالم بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، أو على مستوى اقليمي بين الدول الاقليمية التي يتعاظم نفوذها يوما بعد يوم. وقد أدى هذا الصراع العالمي والاقليمي الى تصحّر الشرق من مسيحييه بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين والحروب في العراق ثم في سوريا. فوفق تقرير مفوضية حقوق الإنسان العراقية عام 2021 ما زال 250 ألف مسيحي فقط يقطنون العراق من أصل 1.5 مليون كانوا متواجدين قبل العام 2003. وحسب كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا هاجر حوالي مليون مسيحي من أصل 2.3 مليون منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011. وبناءً على تقارير الهيئة الاسلامية المسيحية لرعاية المقدسات في فلسطين المحتلة – مهد المسيحية – يشكّل المسيحيون 1% فقط من عدد السكان (156 ألف نسمة) بينما كانوا يشكلون أكثر من 8% قبل نكبة عام 1948.
محلياً، الأخطار الداهمة متعددة لكن دعونا نركّز على ثلاثة منها. أولها وأهمها شبيه بما يحصل في دول الجوار من تضاؤل ديموغرافي. يورد سليم نصر في كتابه الطبقات الاجتماعية في لبنان (1982) أن المسيحيين شكلوا 55% من سكان لبنان حسب احصاء 1920 (33% منهم موارنة و 22% كاثوليك وأرثوذكس وأقليات). حالياً لا أرقام رسمية كما هو معروف، لكن بالعودة الى لوائح الشطب التي صدرت منذ أسابيع وبحسبة بسيطة يتبيّن أن المسيحيون يشكلون حوالي 34% فقط من السكان.
أما صراع الساسة الموارنة الدائم على الكرسي الرئاسي الأول مع ما يرافق ذلك من استعمال كل الأساليب المتاحة للوصول الى كرسي الرئاسة قد أدى ويؤدي الى ضعف الدور المسيحي في لبنان. ثالثاً وأخيراً انحسار الدور أو الحجم الاقتصادي وهذا طبيعي مع تضاؤل العدد الاجمالي للمسيحيين.
انتخابات 2022 والسجال بين “التيار” و”القوات”
لقد عقّدت الانتخابات النيابية التي جرت منذ أسبوعين، المشهد السياسي في لبنان. لم يهدأ السجال منذ اعلان النتائج بين أقوى فريقين مسيحيين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ”. خلاف على عدد الكتلة النيابية الحزبية، انتقل بعدها الى خلاف على عدد التكتل النيابي. واذ لم يكن هناك من فروقات كبيرة، انتقل السجال حول من هو الممثل الحقيقي للمسيحيين ان كان لناحية عدد الأصوات التفضيلية التي حصل عليها كل من الحزبين أو من ناحية من حصل على نواب مسيحيين “صافيين” أي دون أصوات مساعدة من “الشارع المقابل”.بناءً على النتائج الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية وفي حسبة للأصوات التفضيلية، يتبّن أن القوات اللبنانية قد حصلت على 178 ألف صوت تفضيلي بينما حصل التيار الوطني الحرّ على 131 ألف صوت. هذه الأصوات هي التي حصل عليها النواب الحزبيون وحسب الترشيحات الرسمية التي أعلن عنها كل فريق قبل الانتخابات.
واذا ما احتسبنا الحاصل العام أي لبنان دائرة انتخابية واحدة (حاصل العتبة الأولى هو عدد الناخبين الاجمالي على 128 مقعد نيابي) وهو 15248 صوت، يمكن للقوات اللبنانية أن تحصل على 11.69 حاصل والتيار الوطني الحرّ على 8.61 حاصل. واذا ما أضفنا حواصل القوى المسيحية الأخرى من كتائب لبنانية ومردة وطشناق وقوى سياسية محلية، لا يمكن للمسيحيين مجتمعين الا الحصول على 26 أو 30 نائباً من أصل 64 في أحسن الأحوال. بالعودة الى عدد الأصوات التفضيلية لكل من الفريقين في كل دائرة على حدا، يتبيّن أن القوات اللبنانية لها القدرة على الوصول الى حاصل العتبة الأولى في 5 دوائر فقط من أصل الدوائر ال 15 في لبنان، علماً أن 2 من هذه الحواصل في دوائر مسيحية صرف. كذلك الحال بالنسبة للتيار الوطني الحرّ الذي يمكنه الوصول الى حاصل العتبة الأولى في 4 دوائر فقط من أصل 15 بينها 2 في دوائر مسيحية صرف. واذا ما بحثنا في عدد النواب المسيحيين “الصافيين” يتبيّن أنه لولا تحالفات القوات اللبنانية مع “الشارع المقابل” لما تمكنت من الحصول على 4 نواب حاليين منهم اثنين في جزين وواحد في بعلبك الهرمل وواحد في الشوف عاليه. وضمن المعادلة نفسها ومن دون تحالفات مع “الشارع المقابل” يخسر التيار الوطني الحرّ 8 من نوابه الحاليين.
لماذا كل هذه التفاصيل الانتخابية؟ لتوضيح الصورة التي وصل اليها المسيحيون في لبنان وقدرتهم على التأثير في القرارات السياسية والاقتصادية المستقبلية اذا ما تابعت أحزابهم السير في الخطاب السياسي نفسه. ان شعارات من مثل “حقوق المسيحيين” أو”ممثل المسيحيين” وغيرها من الشعارات الغرائزية تدفع “الشارع المقابل” الى مزيد من التقوقع والتشدّد وهذه لعبة لا مكان فيها الا للخسارة المسيحية على المدى الطويل لأن العامل الأكثر تأثيراً فيها هو العامل الديموغرافي وكل الأرقام تشير الى ضمور مسيحي ديموغرافي.
هل ما زال المسيحيون يملكون المبادرة؟
بالرغم من كل هذه الأخطار وغيرها التي لم نذكر، مازال المسيحيون في لبنان يملكون القدرة على المبادرة بغية تعزيز دورهم وتحسين نوعية الحكم في لبنان. صحيح أنهم تقلصوا ديموغرافياً الا أنهم ما زالوا حتى حينه أقلية بين مجموعة أقليات أي أن دورهم ما زال وازناً. كيف اذا أضفنا لذلك أن جميع المكونات اللبنانية ما زالت متوافقة على التقسيم الذي خرج به اتفاق الطائف وهو المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في كل المناصب السياسية والحكومية والادارية بالرغم من اهتزاز الميزان الديموغرافي. لكن هذا الواقع لا يمكن أن يدوم خاصةً عندما تظهر الدراسات الاحصائية أن عدد الناخبين المسيحيين بين العام 2009 والعام 2018 زاد فقط 3% بينما زاد عدد الناخبين المسلمين 19%. هل هناك من حلول؟
بالطبع الحلول متوافرة وبكثرة وقد حان وقت الخروج من المغاور والوديان الى فضاء أرحب وأوسع. يمكن للمسيحيون الاعتماد على تاريخهم والعودة الى مفكريهم لطرح مشاريع وأفكار سياسية جامعة وتطويرها. فليس صدفة أن يكون أبو النظرية السورية القومية الاجتماعية مسيحي (سعادة)، وواضعا حجر أساس النظرية القومية العربية مسيحيان (زريق وعفلق)، ومؤسسو الحزب الشيوعي السوري – اللبناني مسيحيون أيضاً (الشمالي ويزبك ومادويان). وليس صدفة أيضاً أن يكون مؤلف أول موسوعة في اللغة العربية مسيحي (المعلم بطرس البستاني)، وأبرز رواد النهضة العربية مسيحي أيضاً (ابراهيم اليازجي). هل كل هذه الأمثال صدفة؟ حكماً ليست صدف. فقد عرف مسيحيو القرن التاسع عشر والقرن العشرين ألا دور لهم الا بطرح مشاريع وحدوية تقدمية تجعلهم يقودون الشوارع المتنوعة وتضمن لهم مواقعهم وتأثيرهم في المجتمعات التي يعيشون فيها بغض النظر عن أعدادهم. اليوم الحلّ الوحيد هو العودة الى طرح مشاريع سياسية وطنية جامعة. وكل من يطرح حلول بديلة أخرى مثل نغمة الفدرالية أو الكونفدرالية أو التقسيم انما هو واهم ولا يفقه شيئاً لا في التاريخ ولا في الجغرافيا وخصوصاً في الديموغرافيا.
لكن الحلول الجذرية غير ممكنة الآن ومباشرةً. هي بحاجة الى تهيئة وتحضير. فالبيئة المسيحية الحاضنة، كما غيرها من البيئات الاسلامية المقابلة، ما زالت تحت وقع التعبئة التي مارستها وتمارسها منذ عقود قوى تدّعي المطالبة بحقوق رعايا طوائفها وحمايتهم. يكمن الحلّ بدايةً في أن يبادر المسيحيون الذين يتعاطون في الشأن العام الى تغيير كل خطابهم السياسي وحتى رؤيتهم السياسية المستقبلية للبلد اذا هم أرادوا استدامةً لهم في هذا الشرق. فلازمة حقوق المسيحيين أو نحنا منقدر نحميكم ستجرّ حتماً، وان لم يكن في القريب العاجل، “الشارع المقابل” الى التصلب والدخول في لعبة الحقوق والأحجام. خاصةً وأن هناك أصوات في “الشارع المقابل” يسألون في الغرف المغلقة عن عدالة التمثيل وبدأوا يطرحون “حقوق المسلمين”. هذه الأصوات الخافتة اليوم ستخرج الى العلن عندما تصبح أكثرية. أسكتوها قبل أن تخرج الى العلن وتفقد حياءها. استوعبوها قبل أن تزداد تصلباً وتنشر أفكارها بين الجموع الكبرى.
أنقذوا أنفسكم وأنقذونا معكم فالوقت يداهمنا جميعاً.