جال المطران ابراهيم مخايل ابراهيم يرافقه مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود ورئيس دائرة التنمية الريفية في البقاع المهندس الين الصقر والصناعي وسيم رياشي على مشاريع زراعية في قضاء زحلة، ايماناً منه بأهمية القطاع الزراعي في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة.
كنيسة مار شربل
المحطة الأولى في الجولة كانت في كنيسة مار شربل زحلة التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية حيث استقبله رئيس دير مار انطونيوس الكبير الاب موسى عقيقي ورئيس دير مار مخايل بنابيل الاب شربل فياض ومسؤول ملف البزاق في الرهبنة الاب مارون حريقة، وجال سيادته في الكنيسة رافعاً الصلاة على نية المزارعين واضاء شمعة على نيتهم، ثم انتقل الى مزارع البزاق المواجهة للكنيسة واستمع الى شرح مفصل عنها وعن تربية البزاق والافادة منه على صعيد مستحضرات الادوية وكريمات التجميل واللحم . واشاد سيادته بعمل الرهبانية ورهبانها في البقاع في هذا المجال وفي مجال العمل التربوي والصحي والراعوي، وكان اتصال مع الرئيس العام الاباتي نعمةالله الهاشم الموجود في روما وهنأه على الاعمال الرائدة للرهبانية.

الصقر
المحطة الثانية كانت لرئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر ممثلاً بنجله ايليا نظراً لوجوده خارج لبنان، وجال سيادته في اقسام افران لاتور العائد للصقر مبدياً اعجابه بما شاهد من نظافة في العمل وتنوع في الأصناف، ومن ثم انتقل المطران ابراهيم الى الأراضي الزراعية لآل الصقر واطّلع على مزروعاتها واستمع الى المشاكل التي تواجههم في عملهم الزراعي، وكان اتصال هاتفي لسيادته مع السيد جورج الصقر هنأه فيه على عمله المميز ونجاحاته الباهرة متمنياً له دوام التوفيق.
دُمر
المحطة الثالثة كانت في المصنع الجديد لشركة اغري فريش لتعريب وتقطيع وتبريد الخضار والفاكهة لصاحبها جورج دمّر، حيث جال سيادته في ارجاء المصنع مستمعاً الى شرح مفصل عن اقسامه وعمله في تعريب وتقطيع وتبريد وتعقيم الخضار والفاكهة وايصالها الى المستهلك بأسعار مناسبة.
الميس
المحطة الرابعة في جولة المطران ابراهيم الزراعية كانت برالياس حيث التقى السيد عمر الميس بحضور السادة كابي فرج وميلاد حاطوم ، واستمع سيادته من الميس الى معاناة المزارعين لناحية ارتفاع كلفة الإنتاج وصعوبة تأمين المازوت للري وارتفاع سعره، وتوجه الى المزارعين داعياً اياهم الى الصمود في ارضهم لأن الأزمة الحالية ستزول مهما طال الوقت وسيعود لبنان الى سابق عهده.
ترشيشي
وانتقل المطران ابراهيم من برالياس الى الناصرية حيث زار رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي في منزله بحضور عدد كبير من مزارعي البقاع. وكانت كلمة للترشيشي قال فيها: “اهلاً وسهلاً بالمطران ابراهيم في بيته ومنطقته وبلدته رياق، هذه البلدة الكريمة العزيزة المشتركة. وزيارتكم اليوم ان دلت على شيء فهي تدل على حبّكم لهذه المنطقة وشعبها، ومدى انفتاحكم على كل الناس والطوائف، وهذه ظاهرة نادرة في لبنان اليوم .
اما اليوم نحن في عالمنا الزراعي نحن نعاني من مأساة كبيرة نعيشها، من كوارث متعددة لا يشعر بها أحد، مجيئك الينا اليوم هو بمثابة طاقة نور فتحت امامنا، نرى فيها البركة والمودة والمحبة، ودعوة الى المزارع للصمود في ارضه. بإسم كل المزارعين اتوجه اليكم بالشكر، وان شاء الله في الأيام المقبلة تتوطد العلاقة في ما بيننا”.
وعن معاناة المزارعين اليوم قال ترشيشي: “كلنا نسمع اليوم بغلاء اسعار الخضار على انواعها، هذه كانت اسعار فصل الشتاء، عندما نصل الى مواسم سهل البقاع هذه الأسعار لن تعود موجودة. المزارع البقاعي مكتوب عليه ان يبيع انتاجه بخمسين في المئة من كلفته، ولا نسمع من المسؤولين سوى الوعود والكلام الفضفاض الخالي من المضمون، المزارع بحاجة الى دولة تقف الى جانبه لكن اليوم دولتنا ليست بخير، والكوارث تحيط بالمزارع بدءاً من المازوت وصولاً الى طرق التصدير المقفلة وكلفة الشحن العالية جداً عن طريق البحر والأسواق المقفلة بوجه انتاجنا”.

المطران ابراهيم كانت له كلمة شكر فيها الترشيشي وقال : ” ادامكم الله وادام هذه الدار وكل الحاضرين. قال اخونا ابراهيم بأنه ليس خطيباً لكنه يطوّع الكلمات ويستطيع ان يهندسها ويعطيها الأشكال التي يحبها والتي هي مطابقة للحقيقة، وهذه نعمة ان يكون هناك تناسق وتناغم بين فكره وكلمته.
معنا اليوم مسؤول مميز جداً، اعطانا اياه الرب رحمةً ان يكون هناك مدير عام كالمهندس لويس لحود مملوء بالطاقة الإيجابية التي يصرفها في خدمة الوطن والمواطن. واضاف: “اليوم العالم بأسره وليس لبنان فقط متجه نجو ازمة امن غذائي قدد تتحول لا سمح الله الى مجاعات في بعض الأمكنة من العالم، وهذا امتحان لبلد صغير كلبنان، بلد زراعي رغم ان الزراعة لا تكفي 30 في المئة من حاجاته لكن هذا البلد بحاجة ان ينجح في المرور عبر هذه الأزمة باتجاه الأمن الغذائي، وانا لدي أمل كبير ان قسم كبير من شعبنا لا يسقط امام اليأس ولا يغلب عليه الإحباط .علينا العمل سوياً لزرع الأمل في بعضنا البعض، وانشاءالله بهمة اشخاص كالسيد ابراهيم ترشيشي والحضور لبنان يبقى قوياً ونستطيع ان نبني الحاضر والمستقبل بثقة ونخرج من هذه الأزمة وهذا النفق بثبات وجدارة ونسلم لبنان الى الولادنا افضل بكثير مما استلمناه.”
المهندس لويس لحود كانت له كلمة قال فيها: “يشرفنا اليوم سيدنا ان نكون بين المزارعين. هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مطراناً ينزل الى الأرض بين المزارعين وهذا دليل لكي نقول مبروك لزحلة والبقاع بالمطران ابراهيم ابراهيم واتمنى ان تتكرر زياراتكم الى المزارعين والمصانع الزراعية . السيد ابراهيم الترشيشي عودنا دائماً على الصراحة والجرأة المميزة في عمله ونضاله المستمر في كل الأزمات، في الأيام الحلوة والأيام الصعبة نراه دائماً الى جانب المزارعين والى جانب الفلاح اللبناني يطالب بأمور محقة ولا يتردد عن المطالبة بالمزيد ، وهذا دليل النقابي المميز والناجح .
وتابع : “نحن في وزارة الزراعة نحاول ضمن الإمكانيات القليلة المساعدة على تخطي هذه الأزمة وخاصة في موضوع الإتفاقات الخارجية لأنها بحاجة الى اعادة نظر واعادة تقييم فهي مجحفة. عندما وضعت هذه الإتفاقيات كانت الظروف مغايرة تماماً. لأراضي الزارعية بحاجة الى زيادة استثمار وبحاجة الى زيادة الإنتاج للتخفيف من الإستيراد. وهنا ادعو الإنتشار اللبناني الى لعب دور اساسي في تعزيز صمود اهلهم عن طريق تعزيز مستلزمات الإنتاج الزراعي واستيراد المنتوجات اللبنانية”.
فرج
بعد رياق انتقل المطران ابراهيم الى بلدة تربل المحطة الأخيرة في جولته الزراعية، واستهلها بزيارة محطة الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء العائدة للسيد كابي فرج، والتي تساعد في استخراج المياه الجوفية واستعمالها في ري المزروعات. وابدى سيادته اعجابه بهذه الخطوة الرائدة الصديقة للبيئة والتي توفر كلفة المازوت عن عاتق المزارع وامل ان تعمم هذه التجربة على المزارعين بمساعدة الجهات المانحة. كما تفقد سيادته بعض الأراضي الزراعية.
واختتمت الزيارة بلقاء في منزل كابي فرج حضره بعض المزارعين استهل بكلمة ترحيب من صاحب البيت قال فيها : “اهلاً بسيادة المطران ابراهيم والوفد المرافق. مهما قلنا في مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود يبقى قليلاً، فهو من الأشخاص الذين يبحثون عن اسواق جديدة للمنتجات الزراعية.
منذ اول لقاء بسيادة المطران ابراهيم وعدنا ان يكون الى جانب القطاعات الموجودة في البقاع ومنها القطاع الزراعي، واليوم قام بجولة تفقدية كبيرة على المزارعين واطّلع على معاناتهم والتي ابرزها اليوم موضوع المحروقات والكلفة العالية للأدوية والأسمدة الزراعية، والمشكلة الأهم هي اقفال اسواق الخليج امام المنتجات الزراعية اللبنانية ، نتمنى من سيادتكم متابعة هذا الموضوع للوصول الى الحل المنشود”..

المهندس لحود كانت له كلمة جاء فيها :”لمست اليوم ان جولتكم شكلت دعماً للمزارع، واعلان وقوف الكنيسة الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة، هذا الأمر يعطيهم حيوية وأمل ومكافحة ذاتية للأوضاع الصعبة التي يعيشونها. نتمنى لكم سيادة المطران التوفيق، الأشهر الأولى لولايتكم حملت اهتماماً كبيراً للقطاع الزراعي، وانشاءالله هذا القطاع يشهد نمواً ملحوظاً في ولايتكم “.
واضاف: “نحن في وزارة الزراعة نملك اراضٍ في بلدة تربل، اتمنى من اهالي البلدة التعاون معنا لإستثمار هذه الأراضي الزراعية لخدمة هذه المنطقة، ونحن منفتحون لقبول الإقتراحات لمساعدة المزارعين. وسيكون لدينا ايام وطنية متنقلة في كافة المناطق اللبنانية لدعم المنتجات الزراعية هدفها مساعدة المزارع على تصريف انتاجه واظهار النوعية والمواصفات ضمن الأسواق اللبنانية والتصدير الى الخارج الذي يساهم بإدخال الأموال الى لبنان.”
كلمة الختام كانت لسيادة المطران ابراهيم الذي شكر السيد كابي فرج على الإستقبال وقال : “انا سعيد جداً ان اكون معكم اليوم في تربل. هذه البلدة هي امانة في اعناق ابنائها ولا احد يملك الحق ان يقرر اي مصير يخص تربل او ارض تربل سوى ابنائها، لذلك اتمنى على كل المسؤولين المعنيين بأي مشروع ممكن ان يقام في تربل ان يقفوا على رأي ابناء هذه البلدة لأنها ارضهم وارض اجدادهم وتعبوا كثيراً عليها لكي تصل الى ما هي عليه اليوم، ولا احد يستطيع ان يأخذها منهم لأي اتجاه غير مناسب. “.