يخوض رجل الأعمال أنطوان الشقية استحقاق انتخابات 2022 مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي على لائحة “زحلة الرسالة”، بعدما قرر تحويل انتمائه وحبه لمدينته زحلة وقضائها إلى فعل سياسي وعملي على الأرض.
المرشح الشقية الذي راكم مسيرة عملية من العصامية في بلاد الإغتراب، في السعودية وكندا، بقي ملتصقاً بانتمائه إلى حي الميدان وإلى علاقته العاطفية بزحلة ولبنان. لم يغادر مدينته ولم تغادر تفكيره. بقي محافظاً على تواصله مع أهله ورفاقه، ومن خلال مشاركة في الشأن العام ومتابعة للشأن الإجتماعي وأحوال الناس. هو يعكس الشخصية الزحلية المتمسكة بقيم المدينة في الإحساس القوي بالكرامة وعزة النفس، وفي الوقت نفسه بالإنفتاح على كل مكونات القضاء والإيمان بأن رسالة زحلة هي في الجمع ولس التفرقة، في تلاقي المصالح والعيش الواحد في منطقة مختلطة ولا يمكن أن تكون منفصلة عن محيطها.
من هنا، رأى أنطوان الشقية في موقعه الطبيعي على لائحة “زحلة الرسالة”. فزحلة جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً بحاجة إلى محيطها، وهي تتنفس من هذه الرئة ولا يمكن أن تكون محصورة بأحياء المدينة فحسب. زحلة بقدر ما هي المدينة بقدر ما هي المنطقة من رياق إلى الفرزل وقرى شرقي زحلة وصولاً إلى البلدات المتاخمة للبقاع الغربي والحدود مع سوريا، والتغاضي عن هذا الواقع يؤدي إلى مزيد من انحسار دور المدينة وريادتها.
لذلك، لا بد من الجمع بين التعلق بالتاريخ وبين التطلع إلى المستقبل. النوم على حرير الماضي المجيد لا يصنع وحده مستقبلاً في وقت تضج فيه المنطقة بالتغيرات والتطور.
يرى المرشح الشقية نفسه في لائحة تطرح نفسها في طروحات تقوم على النهوض بزحلة مدينة وقضاءً، خاصة في الشؤون الإقتصادية والتنموية، والتعاون بين قوى سياسية فاعلة وشخصيات مستقلة ناجحة في عملها. هذا النهوض يرتكز في شكل أساسي على اللامركزية الإدارية التي تمكّن منطقة زحلة من استغلال مواردها المالية والإقتصادية بما يعود بالمنفعة على أهل المدينة وبلدات القضاء كلها. أما السيادة فهي مصداقية وليست مجرد شعار انتخابي ظرفي.
والمرشح الشقية يعكس كثيراً من جوانب الشخصية الزحلية كما أبرز ذلك في خطابه في إعلان لائحة “زحلة الرسالة”. فالصراحة وقول الحقيقة كما هي من دون لف ودوران هي أساس العمل السياسي الذي تحول في لبنان إلى فن الكذب والمداورة وعدم تسمية الأمور بأسمائها، واعتبار الكذب والهروب “شطارة” لا تلبث الحقائق أن تكذبها.
وطوال الفترة الماضية، عمل الشقية على التحضير للإستحقاق في صمت ومن دون ضجيج، مع رفاقه ومحبيه. ويؤكد أن استحقاق الأحد هو مرحلة مهمة في ترسيخ دور زحلة واستنهاضها بعد فترة من الركود والتشوش في الرؤية. انتخابات 2022 هي فرصة لتجديد تمثيل زحلة في المجلس النيابي عبر شخصيات لها تاريخها وعطاؤها في المدينة وأحيائها، وبلداتها، والقول إن هذه المدينة ستبقى فحاضرة في رسم مستقبل لبنان.
فلبنان قادم على تسويات وتحولات، لا يمكن فيها العودة إلى الماضي حين كان التمثيل السياسي ضعيفاً، ومررت فيه قوى المنظومة مشاريع التجنيس في جنح الظلام.
هنا، تبرو الحاجة لشخصيات قوية لا تساير هذا أو ذاك في سبيل المصالح الظرفية. شخصيات تعرف وقادرة على الحفاظ على الدور والوجود والهوية في زمن المسايرات وتضييع البوصلة.